ذلك هو الانطباع الذي خرج به الحاضرون في الجلسة العامة العادية للخطوط التونسية لسنة 2016 التي التأمت نهاية الأسبوع الماضي بأحد نزل البحيرة .و أكد إلياس المنكبي الرئيس المدير العام للخطوط ، أنه لأول مرة في تاريخ الخطوط مند سبع سنوات تنتهي الجلسة على وقع لم الشمل بين المساهمين في الشركة وهذا ما سيعطي شحنة للجميع للخروج بالشركة من الوضعية الحرجة التي تردت فيها خلال السنوات الأخيرة .
ودعا المنكبي من خلال تصريح ل «المغرب « إلى إعطاء المؤسسة الوطنية حرية العمل والتصرف مع وضع كل وسائل المراقبة الضرورية لمنع كل تجاوز. وأعلن في ذات السياق « أن حجم الخسائر المسجلة العام الماضي سيتقلص بشكل كبير خلال سنة 2017 إلى 50 مليون دينار مع انتظار عودة ايجابية وتسجيل أرباح محدودة في صورة تواصل النسق الايجابي لنشاط الشركة هذا العام 1918.
وكانت الخطوط التونسية قدمت الجمعة الماضي نتائجها المالية لسنة 2016 التي سجلت خسارة ب165 مليون دينار، أعادها الرئيس المدير العام إلى الوضع الأمني والعمليات الإرهابية التي جدت سنة 2015 التي كانت ذات تأثير بالغ على الشركة رغم ما شهدته المؤشرات من تحسن في عدد المسافرين بلغ 3.6 %، وهو ما مكن من بلوغ مليونين و99 ألف مسافر رغم تراجع مؤشر النقل غير المنتظم المرتبط بالسياحة الذي تهاوى بنسبة 15% مقارنة مع سنة 2015.
واتسمت مداخلات المساهمين بنقدهم اللاذع لتسيير المؤسسة وما نتج عن ذلك من تأثير في القوائم المالية للشركة وتعثر برنامج إعادة الهيكلة داعين لمزيد من الشفافية والحوكمة الرشيدة في مختلف الشركات التابعة للخطوط.
و أشارت ردود مجلس الإدارة إلى تأثير الوضع السياسي والاجتماعي بالبلاد منذ سنة 2011 على الشركة زادته الجرائم الإرهابية وما نتج عنها من ضحايا أبرياء خاصة من السياح ضررا كلف الاقتصاد الوطني تراجعا مهما في كل الأصعدة.
وفي الحديث عن برنامج إعادة الهيكلة تطرق جمال الشريقي كاتب عام الشركة إلى أن الخطة تتضمن تسريح 1460 عونا ، باتفاق مع الطرف النقابي سيجري العمل عليها على مرحلتين الأولى تشمل الخروج الطوعي لمن يرغب ، ستليها في المرحلة الثانية عملية تسريح لغير القادرين على الإضافة للمؤسسة وللبلاد ، فالشركة اليوم مقبلة على منافسة شديدة بفعل الأجواء المفتوحة و تتطلب أعوانا مجتهدين ومناضلين حقيقيين ومؤكدا أن الشركة لن تفرط في كفاءاتها كما سبق.
وأكد المنكبي أن الشركة قد شرعت بعد في الاستعداد للأجواء المفتوحة التي ستنطلق منتصف السنة القادمة من مطاري جربة والمنستير بتوفير أثمان أفضل من المنافسة عبر تشغيل طائراتها من طراز بوينغ 737 /500 على المطارين في اتجاه مختلف المطارات الأوروبية . أما خط مونتريال فسيحظى في الصيف القادم بدعم عدد الرحلات بين العاصمتين لتصبح أربع في انتظار الاتفاق مع السلطات الجوية الأمريكية على فتح خط تونس نيويورك الذي سيكون امتدادا لخط مونتريال في سنة 2019.
واختتم علي الميعاوي المدير العام المساعد التجاري بالإشارة إلى أن مؤشرات السنة المنصرمة 2017 سجلت زيادة ب 31 % في عدد المسافرين مقارنة مع سنة 2016 وهو ما كان الأثر الايجابي على نسبة الامتلاء التي زادت بثلاث نقاط لتبلغ 74 % ، وهذا ما سيكون له الأثر الحسن على بقية المؤشرات وينتظر أن تواصل الشركة سنة 2018 نسقها الايجابي بنسبة تزيد عن 10 % .