منعها صعود التونسيات على متن طائراتها، والى حين تشغيل رحلاتها طبقا لما تقتضيه القوانين والمعاهدات الدولية خاصة وان القرار اتخذ في تكتم عن الأسباب التي لا ترقى حسب الاغلبية الى مستوى اقناع التونسيين الذين اعتبروه مسا من كرامة التونسيات، وسمعتهن في العالم وقد اثار قرار منع التونسيات الصعود على الطائرات الامارتية ردود فعل متفاوته وشرّع لبعض ألسنة النار المريضة الاستمتاع بالحديث عن اعراض التونسيات وجعلهن موضوع فتنة ولغط بين شعبي البلدين. ومنح الفرصة لبعض النفوس المعقدة للتوغل في عقولهم المريضة وتخيل انواع شتى من الشذوذ والعقد المكبّلة للعقول والتطاول على المرأة التونسية التي يقف لها العالم اجلالا وتقديرا.
عن أية فئة من النساء يتحدثون فليسجلوا لديهم اذن اولئك الذين خولت لهم انفسهم توجيه اصابع الاتهام والفتنة الى المرأة التونسية ولسيادة تونس انها وحسب تصنيف لأبرز النساء الأفريقيات من سيدات الأعمال لمجلة «Jeune Afrique» احتلت مكانة متميزة ضمن قائمة تضم 25 سيدة أعمال الأكثر تأثيراً في القارة السمراء. وتتصدر المرتبة الاولى عالميا في مجال تكريس المساواة بين الجنسين، والأولى عربيّا والمرتبة 117 عالميّا. وتصنّف تونس ضمن 19 دولة على مستوى العالم التي أصدرت قانونا شاملا للقضاء على العنف ضد المرأة، والأولى عربيّا وإفريقيّا زد على ذلك انها أن عدد النساء صاحبات الأعمال والنافذات في القرار الاقتصادي والمحركات لعجلة النمو في البلاد يقدر بنحو 18 ألف امرأة 36 % منهن ينشطن في الصناعة و41 % في مجال الخدمات و22 % في التجارة، وذلك حسب اخر دراسة قامت بها غرفة النساء صاحبات الأعمال في تونس.
نساء تونس يتصدرن المراتب الاولى وينافسن ارباب المشاريع والقوى الاقتصادية العظمى في مجالات نشاطهم الاقتصادي في جميع العالم بشهادة اهل الذكر يجدن التحدّث بأكثر لغات العالم تعقيدا وصعوبة بطلاقة وفصاحة يجهلها من يدعون في العلم معرفة. لن اعود بالذكر الى ما يتداول في مثل هذه المناسبات لأقول انها اول قائدة طائرة واول سائقة وأول وأول وغيرها من المعلومات التي سجلها ذاكرة التاريخ بل سأكتفي ببعض الارقام المتعلقة بالجانب الاقتصادي والمالي في تونس والذي تؤمنه النساء .
ليسجل ولتسجل من تطاول وتطاولت على المرأة التونسية واتهمتها بالدعارة والفسق والتسيب والانحلال الاخلاقي والفقر المادي والمعرفي ان اخر الدراسات الحديثة الموثقة تفيد أن اغلب المؤسسات التي تديرها النساء وحتى خلال الثورة وما بعدها من ازمات سياسية وظروف اقتصادية مرت بها البلاد تعدت فتراتها ومراحلها الحرجة بكل ثقة وبأمان دون ان تغلق ابوابها او تسرح عمالها وتلتجئ الى الغلق. اضف الى ذلك ان المؤسسات التي تديرها النساء من بين اكبر واهم المؤسسات التي تعتمد تكنولوجيات التصرف الحديث والتقنيات العالية هؤلاء النسوة يبلغ معدل أعمارهن حوالي 40 سنة، و70 % منهن نساء متزوجات وأكثر من 70 % لديهن طفلان على الأقل، و أكثر من 74.5 % من سيدات الأعمال هن صاحبات شهادات جامعية وأكثر من 87 % منهن بدأن من الصفر.
ليعلم من جهل هيبة وكاريزما المرأة التونسية وجعلها موضوع لغط وفتنة على اعمدة المنتديات وصفحات التواصل الاجتماعي ومن سولت له نفسه الحط من قيمتها والمس من كرامتها انها واحدة من بين اربعة توجوا بجائزة نوبل للسلام، تقديرا للدور الذي لعبته في إنجاح الحوار الوطني التونسي، ووضع تونس على طريق الديمقراطية.
ليعلم من جهل بدور المراة التونسية كقوة عظمى ووزن ثقيل ورقما صعب بين نساء العالم العربي انه اذا قررت ذات يوم جميع النساء العاملات في تونس التغيب لساعة واحدة ستتكبد البلاد خسائر مالية ضخمة وتعيش هزات اقتصادية ورجة لن تشهد لها مثيلا لسبب بسيط تؤكده الارقام فهي تساهم بنسبة 68 ٪ من الدخل القومي الخام و 75 من الناشطات في قطاع السياحة و55 في القطاع العام وهي تؤمّن 90 % كقوة انتاج في قطاع الزراعات و 21.3 % في الصيد البحري و 64.2 % في قطاع الصناعة التحويلية و 19 % في قطاع التجارة والخدمات 50.6% في قطاع التعليم و 32.2 % نسبة النساء في قطاع الإعلام.
وهي ايضا تمثل النسبة الأكبر من اليد العاملة في قطاع النسيج والملابس بمعدل 90 % وهل يعلم اصحاب السنة السوء والفتنة والعقد النفسية التاريخية ان غياب يوم واحد للنساء في المستشفيات والمصحات وقطاع الصحة عموما يكلف الكثير ؟؟ فهن يمثلن 62.8 % من قوته الناشطة و45 % منها في قطاعات صناعة الادوية والصيدلة.
من اساؤوا الى التونسيات وتفننوا في التنكيل بسمعتهن واغتنموا الفرصة للفتنة بين البلدين عليهم ان يقفوا امام مرآة ناصعة ليفهموا الفرق بين المرأة التي يتحدثون عنها وبين نفوسهم المريضة.