و«ديني ماكين» وزيرا لدولة للشؤون الأوروبية من انجلترا و «أيليزابيت غيغو» الوزيرة السابقة وعضو البرلمان الفرنسي ومن تونس الحبيب الكراولي مدير عام لبنك أعمال وراضي المدب الرئيس المدير العام للمجمع الصناعي بتونس وغيرهم من الشخصيات المهمة أصدروا أمس عبر أهم الصحف اليومية الاقتصادية الأوروبية «Financial Times» بيانا في شكل رسالة إلى وزراء المالية في المجموعة الأوروبية تحت عنوان «تونس لم تك أمس ولا اليوم ملاذا جبائيا» « Tunisia has never been a fiscal paradise and is not one today » استغربوا فيها حشر تونس ضمن قائمة سوداء من سبعة عشر بلدا صدرت يوم 5 ديسمبر الجاري اعتبروها ملاذا جبائيا. وأوضح البيان الرسالة أن التقييم الذي خضعت له تونس قام على أسس أكثر تقنية وضيقة و عدم فهم للجهود المبذولة من الحكومة التونسية لتطوير إجراءات العمل الخاصة بسير المؤسسات و الاستثمار الخارجي.
وأشارت الوثيقة إلى الجهود المبذولة من تونس خلال السنوات السبع الأخيرة لتركيز المؤسسات الديمقراطية والتي تبدو هشة. وهذا ما يجعل القرار الأوروبي مسيئا لصورة تونس كما أنه يضرب الثقة فيها لدى المستثمرين المحتملين في الوقت الذي نجحت فيه تونس في التصدي للإرهاب رغم أنها ما تزال تعاني من تبعاته فضلا عن الأزمة الخانقة لدى الجار ليبيا التي تعد سوقا مهمة للصادرات التونسية . وشددت الرسالة على أن الحكومة التونسية تعمل جاهدة على إعادة النشاط في الاقتصاد وتحريك النمو مما سيدفع بتنشيط التشغيل الذي هي في أمس الحاجة إليه فضلا عن نمو اقتصادي أكثر سرعة هو ضروري بالـتأكيد لتثبيت أسس الديمقراطية .
وشددت الرسالة على أن عدم الاستقرار في ليبيا تداعياته على تونس هامة ، فكلفته السنوية على النمو والناتج الداخلي الخام تبلغ 2% وهذا ما يفسر بالتالي تواصل ضعف مؤشرات النمو الذي ينتظر أن يسجل هذا العام نسبة 3.1 % .وهذا ما يجعل تونس تنتظر الأفضل من إدراجها على قائمة البلدان التي تعد ملاذا جبائيا.علما وأننا بوصفنا مستثمرين ودبلوماسيين واقتصاديين وصحافيين لم نلحظ طوال سنوات بعيدة أن هذا البلد كان يوما ملاذا ضريبيا في السابق وهو اليوم كذلك أيضا.
وختم الممضون على الرسالة بيانهم بمطالبة وزراء المالية الأوروبيين بمراجعة موقفهم من تونس إذا ما كان الاتحاد الأوروبي يريد حقيقة تأكيد سياسة الجوار ورغبته في تقديم دعمه لتطوير الديمقراطية في البلدان الجنوبية للمتوسط.
ترجمة /محسن الرزقي