وسفير الاتحاد الأوروبي بتونس باتريس برغاميني والرئيس المدير العام لشركة الخطوط التونسية الياس المنكبي وبذلك تصبح تونس ثاني بلد بعد المغرب يوقع على هذه الاتفاقية في شمال إفريقيا.
ويشير بعض المتابعين إلى أن الاتفاقية ستزيد من حجم الضغط على الناقلة الوطنية «الخطوط التونسية» أولا وهي في خضم إعادة الهيكلة وكذلك شركة الطيران الجديد الخاصة و الخطوط التونسية السريعة ، جراء دخول شركات الطيران المخفضة الكلفة إلى المطارات التونسية ، وهو ما سيؤدي إلى زيادة المنافسة وصعوباتها المالية.
وتسمح الاتفاقية التي تم تأجيل توقيعها مرات ، بفتح جميع المطارات التونسية أمام الحركة الجوية الدولية، باستثناء مطار تونس قرطاج طيلة خمس سنوات ، وهي الفترة التي تسمح للشركة الوطنية بتعزيز قدرتها التنافسية. ورغم أن الاتفاقية الموقعة تستثني مطار تونس قرطاج إلا أنها ستكون ذات تأثير بالغ على الناقلة العاملة على مطارات المنستير وجربة وصفاقس التي ترتبط بعدد من المطارات الأوروبية مما قد يقلص من نشاطها لصالح الشركات القادمة والتي ستقدم تعريفات ذات أفضلية، ذلك أن تعريفات الخطوط التونسية تتماشى مع الشركات العالمية الكبرى، ولا يمكن بالمرة منافسة أسعار شركات منخفضة التكلفة.
وكانت تونس والاتحاد الأوروبي قد دخلا في مفاوضات حول تحرير الأجواء انطلاقا من عام 2010 يقضي برفع جميع القيود المفروضة النشاط الجوي وعدد الرحلات الجوية، فضلا عن إلغاء التعريفات الجمركية؛ وإيجاد بيئة تنافسية تستند إلى قواعد عادلة مع حظر الإعانات التي تشوه قواعد المنافسة؛ تقريب التشريعات، ولا سيما في مجال سلامة الطيران المدني وأمنه، وإدارة الحركة الجوية، وحماية البيئة والمستهلكين.
وكانت وزيرة السياحة أكدت في مناسبات عديدة ، إن هذا الاتفاق سيعيد إحياء السياحة ويزيد من تدفق السياح إلى الوجهة التونسية، حيث لا مبرر للتخوف من الأجواء المفتوحة خاصة وان تسهيلات مهمة للسياحة التونسية ستقدم وتدعم تطورها». مضيفة أن لا خوف على الناقلة الوطنية خاصة وان مطار تونس قرطاج سيكون خارج الاتفاقية في السنوات الخمس القادمة التي ستستغل لتعزيز الناقلة وتطوير قدرتها التنافسية.
واعتبر رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة ، ان توافد شركات الطيران المنخفضة الكلفة سيساهم في تزايد عدد الوافدين وخاصة من الشبان ذوي الإمكانيات المادية المحدودة محذرا من أن تكون على حساب الخطوط الجوية التونسية، داعيا إلى الإسراع بهيكلة الناقلة لتكون قادرة على المنافسة والمحافظة على دورهـا التاريخي كداعم رئيسي للسياحة التونسية.
أما إلياس منكبي، الرئيس المدير العام للخطوط التونسية فقد اكد في تصريح لاكسبراس اف ام ان الاتفاقية ستدخل حيز التنفيذ في جانفي 2018. مضيفا أنها بداية المتاعب التي ستحل بالأجواء التونسية، على الرغم من أن الخطوط التونسية ستبقي يدها على مطار تونس قرطاج، ومع ذلك تبقى غير جاهزة لمواجهة الأجواء المفتوحة.
وأشار في سياق آخر أن سياسة الخطوط التونسية تتمثل في فتح خط أو خطين كل سنة مع إفريقيا حيث سيتم الأربعاء القادم فتح خط مباشر تونس و البنين سيتبعه في قادم الأيام تدشين خط مباشر تونس --الخرطوم ، متوقعا أن يكون خط تونس -نيويورك الذي سيتم فتحه العام القادم مربحا و ناجحا بنسبة 200 %.