بعد رفع تحجير السّفر على تونس من طرف كافّة الأسواق وآخرها السوق البريطانية نتيجة تحسّن الأوضاع الأمنية في البلاد وعودة متعهدي الرحلات العالميين إلى برمجة الوجهة التونسية على غرار TUI و Thomas cook .وأشارت بيانات أولية عن الحجوزات لدى أهم متعهدي الأسفار إلى تطور الحجوزات بنسب متفاوتة مقارنة بهذه السنة مثل فرنسا تطور بحوالي 25 % وألمانيا ستزيد النسبة عن 25 % أما بريطانيا فهي الأفضل بنسبة تزيد حوالي 130 % وبلجيكا حوالي 50 % أما روسيا فتشير التوقعات إلى زيادة بحوالي 5 % حسب ما أورده قبل أيام منظم الأسفار الفرنسي «Ôvoyages » الذي أكد لموقع «تور هبدو الفرنسي» تحسن مؤشراته عامة بالنسبة للسنة القادمة نحو تونس خاصة على جزيرة جربة وسوسة حيث توقع جلب عشرة ألاف زائر سنة 2018 ، وأكثر من 30 ألف سائح سنة 2019.وكانت وحيدة جعيط مديرة مكتب السياحة بفرنسا أكدت قبل مدة أنها تتوقع أن يزيد عدد الوافدين الفرنسيين العام القادم عن 700 ألف .
أما بالنسبة للموسم الجاري فقد بلغ عدد الوافدين على الوجهة التونسية إلى نهاية شهر نوفمبر الماضي حوالي 6 ملايين 323 ألف سائح وهو تطور جيد إجمالا بالقياس إلى نتائج نفس الفترة من سنة 2016. وتعود أسباب هذا النموّ الإيجابي إلى تطوّر الأسواق الأوروبية بنسبة تفوق 20 % وخاصّة السوق الفرنسية التي حققت زيادة تفوق عن 45 % مقارنة بالعام
الماضي وهو ما جعل مجمل السياح الفرنسيين في تونس يبلغ حوالي 546 ألف سائح. و بذلك يمكن الحديث عن عودة هذه السوق إلى مكانتها الأولى بين الأسواق الأوروبية.
كما سجّلت بدورها عموم الأسواق الأوروبية دون استثناء تطوّرا إيجابيّا على غرار السّوق الألمانيـة 40 % الأنقليزية 17.8 % و البلجيكية 121 % و الاسكندينافية 26 % وننتظر أن يتواصل هذا النّسق الإيجابي خلال الفترة المتبقيّة من السّنة وذلك بالاستناد إلى وضعيّة الحجوزات الحالية .
أما السوق الروسية التي شكلت العام الماضي مفاجأة الموسم حيث وفد منها أكثر من600 ألف سائح خاصة في جزيرة جربة ، فقد واصلت هذه السوق نفس الوتيرة محققة بذلك قبل شهر من نهاية السنة 513 ألف سائح وهو رقم مهم بالنسبة لبلادنا التي واصل قطاعها السياحي حالة التعافي على أوروبا مع الحفاظ على المكاسب التي تحققت خلال الأزمة التي مر منها القطاع من دون أن نغفل في هذا الصدد عودة الوجهة التركية إلى سالف عهدها مع السوق الروسية وكذلك تحسن مؤشرات السوق المصرية باعتبارهما من أهم الوجهات المنافسة لبلادنا بالنسبة للسائح الروسي.
السوقان الجزائرية والليبية لم تشذا عن عهدهما خاصة الجزائرية التي باتت أول سوق سياحية على تونس تحقق ما يزيد عن مليونين ومائتي ألف سائح في السنة وهذه الفضيلة الجزائرية لها ما يبررها لا فقط في بعدها الجغرافي بل أيضا هي ذات بعد سياسي استراتيجي موجه للإرهاب عامة ودليل على مدى صدق الأجوار الجزائريين في مساندتهم للسياحة والاقتصاد التونسي.
في حين أن السوق الليبية التي سجلت مليونا و180 ألفا إلى موفى الشهر الماضي قد واصلت نسقها المتزن على تونس رغم الأوضاع المتوترة في الشقيقة ليبيا وتأثيرها البين على المواطن هناك ماديا ومعنويا ومع ذلك يبقى الليبي وفيا لتونس .
كما لا يمكن إغفال ما سجّلته بعض الأسواق الجديدة من تطور هامّ على غرار الصين التي زادت ب180 % حيث بلغ عدد الوافدين منها 16 ألف و500 سائح ، وكذلك تطوّرت السوق الخليجية ب 18 % حيث بلغ عددهم 40 ألف وافد وهو رقم قياسي بالنسبة لهذه الأسواق التي عرفت طوال السنوات الماضية تراجعا مهما.