صحة للناقل بعد أن عانى لسنوات عديدة من مصاعب جعلت أكثر المتفائلين يطلقون صفارات إنذار خشية انهيار الشركة.
ولا شك أن المفاجأة الكبيرة بالنسبة للشركة التي كانت طوال تاريخها مرتبطة بالنقل العرضي ، جاء من نشاط النقل المنتظم الذي تطور بشكل متواتر طوال الأشهر الماضية كان آخرها في أكتوبر حيث سجل المؤشر زيادة 1.6 % مقارنة مع ذات الفترة من سنة 2016 ، وقد كان للوجهات الإفريقية التي سجلت أهم بـ 2.12 % بنفس الشهر مما يجعل حصة هذه السوق خلال الثلاثي الثالث تصل إلى أكثر من 14 % من إجمالي نشاط الشركة فيما سجلت السوق الشرق أوسطية تطورا بنسبة 5.4 % والأوروبية بنسبة 4.5 % الأثر الايجابي على هذا النشاط وهو ما كان له الأثر الطيب على العائدات التي تطورت هي الأخرى نحو الأفضل وهذا ما يؤشر إلى أن أرقام الخطوط التونسية في هذه السنة عائدة إلى ما قبل سنة 2010 أو دونها بنسبة لا تزيد عن 15 % في أقصى الحالات في ضوء النتائج المسجلة إلى منتصف نوفمبر الجاري .وتتوقع بعض المصادر العليمة أن تنهي الناقلة المهذه السنة بنتائج مريحة شيئا ما حيث سوف تكون هناك زيادة محترمة في العائدات وكذلك في النشاط بنسب. تقارب 20 % في عدد المسافرين وهو ما سيجعل العدد الإجمالي للمسافرين يتجاوز ثلاثة ملايين مسافر فيما سيبلغ أجمالي العائد مليار و200 مليون دينار تقريبا وهي نتائج طيبة إجمالا رغم انتكاسة الدينار مقابل اليويرو والدولار فضلا عن كتلة أجور عالية زد على ذلك مصاريف الاستغلال ما يجعل أمكانية تحقيق الشركة لأرباح محدودة جدا
لكن هذا الوضع سيكون توطئة مهمة للسنة القادمة خاصة وأن الخطوط مقبلة على توسع مهم في نشاطها خاصة نحو القارة الإفريقية التي ستعرف سرعة في ربط بعض الوجهات المهمة في القارة سواء منها في غرب القارة أو شرقها وستنطلق بداية من يوم 13 من الشهر القادم سلسلة الوجهات التي ستربطها الخطوط بفتح خط جديد مع البنين وعاصمتها «كوتونو»
من خلال رحلتين في الأسبوع ، الأربعاء والسبت، عبر أبيدجان ثم ستفتح الناقلة قبل نهاية العام خط الخرطوم الذي تعثر كثيرا وينتظر أن يكون هذا الربط عبر القاهرة في مرحلة أولى.
أما بالنسبة للسنة القادمة 2018 فقد قررت الخطوط التونسية فتح وجهتين جديدتين انطلاقا من الثلاثي الثاني نحو كل من»دوالا» عاصمة الكامرون أنجمينا بتشاد أما في سنة 2019 فستتوجه الخطوط بحسب مدير الاتصال بالخطوط نحو كل من أكرا عاصمة غانة و لاغوس بنيجيريا على أن تفتح سنة 2020 خط «ليبرفيل» عاصمة الغابون سنة 2020.
وكان الرئيس المدير العام للخطوط التونسية أكد قبل أيام بمناسبة لقائه لجمع من رجال الأعمال بغرفة التجارة والصناعة التونسية الأمريكية أن مستقبل الناقلة الوطنية مطمئن رغم المصاعب المرحلية وأن مخطط إعادة تأهيل الشركة يسير في الاتجاه الصحيح وسيتم الإعلان عنه قريبا مضيفا أن اسطول الشركة المتقادم يشكل عقبة مهمة أمام تطورها بل أنه يزيد من هذه المصاعب بفعل كلفة الاصلاح الفنية وأعلن أن الشركة قررت عدم شراء طائرات جديدة بل ستقوم مستقبلا باستئجار الطائرات وهي اليوم أمام برنامج التوسع والمزمع تنفيذه في قادم الأشهر مطالبة باستئجار ست أو خمس طائرات للمسافات المتوسطة من طراز «ارباص320 نيو «ذات المدى الأطول وقدرة الشحن العالية أو بوينع 737 /800 . كما تفكر الشركة في كراء خمس طائرات حديثة من طراز «ارباص 330 نيو» مع إمكانية الشراء لاستخدامها على الخطوط البعيدة مثل نيويورك الذي سيفتح قريبا.