وسط اجواء حماسية حضرتها مجموعة من وسائل الاعلام والمهتمين بالمشاريع والبحث العلمي وغاب عنها ممثلون عن الحكومة، اتفاقية شراكة تجسم مشروع LaitEspoir لإنتاج الحليب، في اهداف مزدوجة تجمع بين توفير عمل قار لابناء ولاية جندوبة العاطلين عن العمل من حاملي الشهائد العليا كمربّي ماشية، وتفتح افاقا استثمارية لعلها تكون بادرة خير في المستقبل.
معظلة البطالة
اكد ثالوث الشراكة خلال اللقاء الذي تم الاعلان فيه عن تفاصيل المشروع بان الفكرة انطلقت من قناعة راسخة لديهم كشركاء بان مشروع « LaitEspoir» ياتي كحل جذري لمعضلة البطالة التي بدأت تتفشى خاصة لدى حاملي الشهائد العليا ممن يطمحون الى تطوير مهاراتهم واستغلال بحوثهم العلمية وشهائدهم لتطوير المناخ الاجتماعي الذي يعيشون فيه ويحيط بهم واستغلال الموارد الطبيعية للمنطقة خاصة فيما يتعلق بتربية الماشية وانتاج الحليب وهو مشروع يحمل منذ انطلاقته ثقة كبيرة في مستثمر عملاق وهو دليس دانون الذي يتمتع بتجربة في مجال تكوين وتأطير منتجي الحليب من خلال استراتيجية عمل انطلقت في تنفيذها منذ سنة 2013 ترتكز على مبدا القرب من صغار ومتوسطي المربين بهدف تحسين الإنتاجية وجودة الحليب وقد اثبتت التجربة على مر السنين ان كل واغلب شراكات دليس دانون التي انتجت مشاريع لتشجيع الشباب كانت ناجحة وبامتياز يكفي ان نشير من باب الذكر لا الحصر الى مشروع «حليبي» الموجه لصغار المربين ومشروع «Evolution» الموجه لمتوسطي المربين، الذي بدت نتائجه مذهلة منذ الوهلة الاولى وقد مكنتهم من
إعادة تثمين مهنتهم من الخبرات اللازمة عن طريق التكوين، التأطير والمتابعة التقنية، .
أكد المسؤول على شراء الحليب لدى دليس دانون محمد علي التوزري ، خلال اللقاء الذي انعقد لتوقيع هذه الاتفاقية ان هذه المبادرة التي سميت بمشروع «حليب الأمل»، من شانها ان تساعد على خلق مواطن شغل لما بين 200 و250 موطن شغل جديد في غضون الخمس سنوات القادمة، وإحداث 100 ضيعة تعد على الأقل 10 بقرات للضيعة الواحدة، وانتاج سنوي في حدود 10 مليون لتر حليب.سيتم إطلاق الدورة التكوينية الأولى في إطار «حليب الأمل» خلال شهر نوفمبر 2017 بمشاركة 10 مرشحين وستمتد مدة التكوين الى 14 أسبوعا متبوعة بدراسة تقنية واقتصادية تأخذ في الاعتبار مكتسبات وخصائص كل مترشح بهدف دعم حظوظه لإنجاح مشروعه.
ضرورة تدخل الدولة
حلّ معضلة تشغيل خريجي الجامعة العاطلين عن العمل من تطوير نظام تكوين تكميلي ومرافقة مهنية لتوفير مناخ مناسب لظهور الكفاءات وتشجيع الباعثين الجدد على المبادرة الخاصّة هي اولى الاهتمامات واهم التوجهات التي تجعل من الشباب قادرا على مواجهة التحديات المستقبلية بكل طموح وبكل ثقة حسب ما اشار اليه السيد حسن باشا رئيس جامعة جندوبة خلال اللقاء الاعلامي الذي تم الاعلان فيه عن تفاصيل المشروع الجديد مؤكدا أن هذه المبادرة تعكس انفتاح الجامعة على محيطها الاجتماعي والاقتصادي وأن المؤسسة الجامعية بعثت مركز مهن لإسناد شهائد الكفاءة الذي يقترح تقديم تكوين حسب طلب الصناعيين بالجهة بما مكن من ضمان ملاءمة التكوين مع سوق الشغل، وقال انها اليات تشغيلية من شانها ان تكون حافزا على النجاح والتطور واستفادة حاملي الشهائد من هذه المشاريع من شانها ايضا ان تساعدهم على تطوير طموحاتهم العلمية وتجسيدها على ارض الواقع مدفوعين بكثير من الثقة، من خلال اختيار الشمال الغربي كمنطقة فلاحيّة بامتياز تتمتّع بمخزون هام لتربية الأبقار وإنتاج الحليب، هذا المشروع نموذج لتدخل البحث العلمي والجامعة في تطوير الكفاءات وتوجيه البوصلة الى الانتصاب للحساب الخاص في مشاريع مجدية تحمل الكثير من الامال والثبات،وبين رئيس الجامعة ان هذا المشروع نتج عن مبادرات ومجهودات وارادة اشخاص اتفقوا على مبدأ تطوير الكفاءات وتشريك البحث العلمي في المشاريع والمبادرة الخاصة وكان من باب اولى وأحرى ان تكون الدولة صاحبة هذه المبادرة وتوفر له اسباب النجاح من هياكل وتمويلات وميزانية خاصة موجهة بالأساس الى مثل هذه المشاريع والى التكوين والمساندة على اعتبار ان الجامعة تجد صعوبة في تحمل تكاليف ومصاريف مثل هذه المبادرات التي تبقى مسؤولية وزارة التعليم العالي حتى وان نتجت عن ارادة منفردة وهذا المشروع حسب ما اكده رئيس الجامعة هو نموذج يهم جميع الباعثين الاقتصاديين وجب التحدث عنه بأكثر جدية وتوفير اكثر ما يمكن من اليات وأسباب نجاحه.
وقال ان هناك الكثير من الطلبة المتخرجين من جامعة جندوبة والعاطلين عن العمل والذين يبلغ عددهم 2600 عاطل عن العمل يبحثون عن فرص للتشغيل والخروج من الوضعيات الاجتماعية الصعبة ومثل هذه المشاريع من شانها ان تساعدهم على الانتصاب للحساب الخاص غير انه ومهما كانت اهمية هذا المشروع يظل موجها لفئة معينة من الشباب في ولاية جندوبة وتحديدا ممن يمتلكون اراضي فلاحية وهو موضوع فيه الكثير من الظلم لبقية ابناء الجهة من العائلات الفقيرة والمعوزة واشار الى ان الدولة بإمكانها التدخل من خلال منح جزء من الاراضي الدولية الى الشباب لتنفيذ مشاريعهم وتحقيق احلامهم التي نتجت عن دراسات وبحوث وسنوات طويلة من التعب والتحصيل العلمي، داعيا الى ضرورة تركيز الاهتمام على تطوير مركز المهن وإشهاد الكفاءات الذي يتطلب الكثير من الاليات والإمكانيات التمويلية لإنجاح مبادراته مشيرا الى نقائصه
ثلاثة فاعلين أساسيين
لتحقيق أهداف «LaitEspoir» لابدّ من توفّر ثلاثة فاعلين أساسيين في المشروع جامعة جندوبة، تقترح على المترشحين تكوينا تكميليا يمكّنهم من الاندماج في هذا المجال البنك التونسي للتضامن، سيموّل المشاريع بعد التأكّد من أنّ التكوين المتّبع يضمن ديمومة المشروع دليس دانون، ستهتمّ بالمرحلة العملية التي تتمثل في إنشاء الضيعات، التأطير التقني للباعثين وخاصة وضع صهريج صغير على ذمّة كلّ باعث لحفظ الحليب.
هذا المشروع «LaitEspoir» يمرّ بستّ مراحل: الاختيار، التكوين، الدراسة التقنية الاقتصادية ، التمويل، المساندة، التأطير والتصرّف في المنتوج.سيقع اختيار المترشحين حسب معايير محدّدة سلفا من الائتلاف (على كلّ مترشح أن يكون مالكا أو متسوغا لقطعة أرض مساحتها 05 هك سقوي أو 10 هك بعلي)، ثم بعد ذلك المرور بمرحلة التكوين التي تتمثل في تعليمهم الأسس وتكوينهم لمهنة مربّي أبقار، وتدوم مرحلة التكوين المتخصّص 378 ساعة تنقسم بين 12 أسبوعين من التكوين النظري وأسبوعان تكوين تطبيقي تنتهي بامتحان ثم الحصول على شهادة.وسيكون التكوين مشفوعا بدراسة تقنية-اقتصادية تأخذ بعين الاعتبار مؤهلات كلّ مترشح للترفيع في حظوظ نجاح المشروع.