وتهدف مراجعة مثال التهيئة العمرانية لبلدية تونس إلى تدعيم موقع تونس كعاصمة سياسية واقتصادية وثقافية وكقطب عمراني ذي أهمية على المستوى الوطني والإقليمي، والتشجيع على تجديد وإعادة بناء بعض المناطق المركزية القائمة لجعلها مراكز عمرانية ذات إشعاع وطني متميز بخصوصيات عمرانية حديثة وضمان تناسق وتلاؤم المشهد العمراني العام للمدينة والاستغلال الأفضل للعقارات وتوازن البرمجة العمرانية لتستوعب الطلبات العديدة للخواص والمستثمرين.
مدينة أريانة هي الأخرى صدر مثال التهيئة الخاص بها بعد انتظار طال 16 سنة ويبدو أن وزارة التجهيز والتهيئة الترابية والإسكان هي اليوم بصدد التعجيل بطرح أمثلة التهيئة لعدد من المدن بالبلاد بهدف دفع الحركة العمرانية والمساهمة في بلورة التنمية المحلية والجهوية في عموم البلاد .
وكان قد صدر خلال سنة 2016 والأشهر الثمانية الماضية من هذا العام ، 2017 قرابة 26 مثال تهيئة علاوة على 10 أمثلة هي في طور الاستصدار مقابل إصدار 61 مثال تهيئة ما بين سنة 2010/ 2015.
ولا شك أن هذا المثال الجديد لمدينة تونس ، سيسمح اليوم بالتعجيل بتهيئة منطقة «سيسيليا الصغرى» الواقعة بين ساحة 14 جانفي وقنطرة باب عليوة وجهة المنصف باي، وهي منطقة قديمة ومتآكلة سيتم تعويضها بمدينة جديدة ومعمار عصري يراعى النسيج العمرانى للعاصمة مما يجعل المنطقة متنفسا عمرانيا واقتصاديا وثقافيا لجنوب العاصمة .
ويتنزل مشروع «سيسيليا الصغرى» الذي ظل مطروحا منذ حوالي عشر سنوات ضمن هذا التوجه الذي ظل يعاني من إشكال التمويل خاصة وأن بعض المستثمرين يطالبون بالزيادة في عدد طوابق البنايات المزمع انجازها في المشروع وهو ما لم تقبل به البلدية باعتبارها صاحبة المشروع ، حرصا منها على ملاءمة النسيج العمراني لمنطقة «سيسيليا الصغرى « مع كامل المنظومة الحالية مما سيسمح بمصالحة التونسي مع البحر وجعل المدينة الجديدة مشرفة على المسطح المائي مما يحول و الرغبة ببناء ناطحات سحاب كما يرغب الباعثون و يعطل التوافق في كل مرة معهم .