إلى غاية منتصف شهر أوت : حوالي 300 حريق تلتهم أكثر من 3000 هكتار من الغابات

• 7 سنوات دون غطاء نباتي... وعودة الحياة إلى الغابات تحتاج إلى مابين 30 الى40 عام

ارتفعت حصيلة الغابات المتضررة جراء الحرائق التي اندلعت منذ شهر جوان والتي بلغت أوجها في الأسبوع الأخير من الشهر المنقضي لتبلغ إلى حدود منتصف شهر أوت 3034 هكتارا وفقا لما صرح به المدير العام للغابات بوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري حبيب عبيد لـ«المغرب».

أخذت سلسلة الحرائق منذ شهر جويلية في الارتفاع وذلك تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة,حيث سجلت الادارة العامة للغابات منذ بداية السنة إلى غاية 10 جويلية 89 حريقا,لترتفع وتيرة الحرائق في ما بعد إلى ما معدله 14 حريقا في اليوم خاصة في ولاية جندوبة بعد ماكان معدل الحرائق بين 2و3 حرائق يوميا ,ليتم تسجيل 170 حريق من بداية السنة إلى حدود 28 جويلية والتي أهلكت 439 هكتارا من الغابات و300 هكتارا من المحاصيل الزراعية ,كما أدت إلى تضرر 13 منزلا إضافة إلى هلاك عدد من المواشي .

وتواصلت وتيرة الحرائق في الارتفاع ,حيث عاشت سلسلة من المناطق على وقع لهيب النيران,حيث تم تسجيل حوالي 100 حريق خلال أواخر الشهر المنقضي وأوائل الشهر الجاري إلى أن وصلت منتصف هذا الشهر إلى 288 حريقا مسببة هلاك 23 منزلا و3034 هكتارا من الغابات . وتعد غابات ولاية جندوبة الأكثر تضررا حيث أتت النيران على أكثر من 1000 هكتار حسب التقديرات الأولية.

في هذا الإطار أكد الحبيب عبيد عودة النسق الطبيعي لمعدل الحرائق اليومي مشيرا إلى السيطرة التامة على كل الحرائق مع تواصل حالة التأهب. وتجدر الإشارة إلى أنه تم الشروع في تقييم الأضرار التي خلفتها الحرائق لاسيما بالمنازل,حيث حال الانتهاء من التقييم يتم تقديم قيمة الضرر الحاصل.

تعتبر عملية حصر الأضرار وجبرها مهمة صعبة, لكن وفقا للتقديرات المعتادة فإن كلفة حريق الهكتار الواحد من الغابات تتراوح بين 9 آلاف دينار إلى 10 آلاف دينار ويتم تقييم الخسائر بالأخذ بعين الاعتبار الخشب والمرعى والنباتات والانجراف الناجم عن الحرائق وما تنتجه الغابات من أكسجين ,وفي هذا الإطار أكد الخبير في البيئة والتنمية المستدامة عادل الهنتاتي في تصريح لـ«المغرب» أن الأضرار التي لحقت الغابات يصعب حصرها, مشيرا إلى أن الغابات الهالكة هي معظمها غابات جديدة تم تشجيرها وليست قديمة على اعتبار أن الأراضي القديمة ذات قيمة أكبر.

وقال المصدر ذاته أن الغابات التي احترقت والتي تحتوي على نباتات سريعة الاشتعال تتطلب حوالي 40 سنة من أجل إحيائها من جديد , وأضاف الهنتاتي أن مرور 6 أو 7 سنوات من غير غطاء نباتي سينتج عنه انجراف للتربة وبالتالي إعادة الحياة إلى الغابات يكون صعبا مشيرا إلى تداعيات الانجراف الذي سيؤدي إلى انسداد في السدود بما من شأنه أن يعمق من أزمة المياه.

وقال أن التقييم المادي للخسائر يؤكد إتلاف أصناف من الغابات علما وأنه يتم تخصيص سنويا ماقيمته 50 مليون دينار لتشجير أراضي وحيث يتم تشجير مابين 12 و14 ألف هكتار سنويا من أراض حرجية وغابية وأضاف المتحدث أن انجراف التربة يحول دون التشجير في الوقت المناسب بما سيزيد من حالة التصحر, كما أن التقييم المادي له صعب جدا.وقال الهنتاتي أن الغابات هي بمثابة مأوى لعدد من الأنواع الحية التي تلاشت وانقرضت بفعل الحرائق مشيرا إلى الخسائر المادية للمتساكنين ( مواشي /أراضي/منازل).

واستشهد المصدر ذاته بدراسة حول الأثر البيئي للحرائق على التربة لسنة 2012 للبنك العالمي وحيث أن هلاك حوالي 1600 هكتار يكلف 1.6 % من الناتج الإجمالي المحلي , وعلى اثر هلاك 3000 هكتار من الغابات فقد تصل التكلفة حوالي 2.1 % من الناتج الإجمالي المحلي.
وتجدر الإشارة إلى أن المعدل المسجل في العام الفارط هو 1700 حريق وتعمل الإدارة وكل الأطراف المتدخلة على عدم تجاوز 1300 حريق هذا العام، وهو المعدل الذي كان قبل 2011.

 

وجدير بالذكر أن الأبحاث والتحريات الأولية وبعد مراجعة النيابة العمومية بينت تورط أشخاص في انتشار واندلاع سلسلة الحرائق الأخيرة بولايات الشمال الغربي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115