أكد حبيب عبيد المدير العام للغابات بوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري ارتفاع وتيرة الحرائق بشكل يثير الشكوك ,حيث تضاعف نسق الحرائق من معدل 3 إلى 4 حرائق في اليوم إلى ما معدله 14 حريقا في اليوم في ولاية جندوبة,مشيرا إلى إن ولاية جندوبة عرفت في غضون اليومين الماضيين 25 حريقا ما يجعلها الأكثر تضررا من بين جميع الولايات التي نشبت فيها الحرائق.
أضاف الحبيب عبيد في تصريح لـ«المغرب» أن الحرائق اكتسحت مختلف جهات البلاد , القيروان وبنزرت وباجة وسليانة والقصرين وبعض واحات الجنوب بتوزر وقبلي ولقد تجاوز عدد الحرائق منذ بداية السنة إلى حدود 28 جويلية 170... وعن الأضرار فقد أكد المتحدث أن لهيب الحرائق أتى على 439 هكتارا من الغابات و300 هكتارا من المحاصيل الزراعية ,كما أدت إلى تضرر 26 منزلا مشيرا إلى عدم تسجيل أي خسائر بشرية.
وعن الخسائر المادية المقدرة فقد ذكر المصدر ذاته أنه يصعب تقدير الخسائر في الوقت الراهن لكن وفقا التقديرات المعتادة فإن كلفة حريق الهكتار الواحد من الغابات تتراوح بين 9 آلاف دينار إلى 10 آلاف دينار ويتم تقييم الخسائر بالأخذ بعين الاعتبار الخشب والمرعى والنباتات والانجراف الناجم عن الحرائق وما تنتجه الغابات من أكسجين.
وذكر عبيد أنه أمام تطور الوضع عقدت اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث اجتماعا بحضور والي جندوبة وكافة الأطراف المتداخلة من (وزارات الداخلية والدفاع الوطني والتجهيز والفلاحة, والصحة ) عقدت اجتماعا ليلة الاثنين لوضع خطة للتدخل تقضي بتعزيز إمكانيات الحماية المدنية بإمكانيات بشرية ومعدات تابعة لوحدات الإدارات الجهوية بكل من بنزرت وزغوان والكاف وسليانة وبن عروس ومنوبة.
ووفرت الإدارة العامة للغابات والمندوبية الجهوية للفلاحة بجندوبة 18 شاحنة إطفاء ومن جهتها وفرت الحماية المدنية 9 شاحنات, زد الى ذلك 7 كاسحات وطائرة هيليكوبتير, أما عن وزارة الصحة فقد سخرت سيارات إسعاف مجهزة للتدخل عند الحاجة على ذمة قسم الاستعجالي بالمستشفى الجهوي بجندوبة وقسم المساعدة الطبية الاستعجالية .
وحول تداول أخبار حول ترحيل متساكنين قرب الغابات التي تشهد حرائق قال عمر الباهي كاتب الدولة للإنتاج الفلاحي بوزارة الفلاحة في تصريح لـ«المغرب» أن حماية التجمعات السكنية هو من الأولويات عند التدخل حيث تم تجنيد جميع الإمكانات لإخماد النيران قصد حماية المواطنين, هذا وقد تم إجلاء سكان المناطق التي اكتسحتها النيران.
وعن رواج الأخبار حول تعمد إضرام النيران ,أكد الباهي ان تسارع وتيرة الحرائق بهذا الشكل يؤكد وجود فعل إجرامي متعمد وفي السياق ذاته قال عبيد أن إضرام النار في مناطق مختلفة في الولاية ذاتها يكشف عن وجود نية لتشتيت جهود طاقم الإطفاء .
ومن جهته دعا الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري إلى فتح تحقيق جدي للكشف عن أسباب نشوب هذه الحرائق التي تسببت في خسائر مادية كبرى لمتساكني الغابات جراء الأضرار التي لحقت بمنازلهم وبمواشيهم وبالمحاصيل الفلاحية والغابية.وأكد في بلاغ له يوم أمس أهمية التعجيل في جبر الأضرار التي لحقت بمتساكني الغابات بسبب الحرائق.
وتجدر الإشارة إلى أن المعدل المسجل في العام الفارط هو 1700 حريق وتعمل الإدارة وكل الأطراف المتدخلة على عدم تجاوز 1300 حريق هذا العام، وهو المعدل الذي كان قبل 2011.
ولئن تمكن أعوان الحماية الوطنية والإدارة العامة للغابات من السيطرة على بعض الحرائق في حين لايزال البعض منها متواصلا بغابات عين دراهم وفرنانة.
خسارة بـ10 آلاف دينار للهكتار الواحد
أكد الحبيب عبيد المدير العام للغابات أن الحريق الذي ينشب بهكتار واحد من الغابات تنجر عنه خسارة بـ10 آلاف دينار.
رفع درجة التأهب في مناطق الحرائق ...
ذكرت وزارة الصحة في بلاغ لها يوم أمس أن قسم الإستعجالي بالمستشفى الجهوي بجندوبة استقبل عددا من الحالات لمصابين بصعوبات في التنفس نتيجة الدخان وترفع درجة التأهب في مناطق الحرائق بالولاية.
رئيس الحكومة : لا يستبعد ان تكون الحرائق بفعل فاعل
أكّد رئيس الحكومة يوسف الشاهد في تصريح إعلامي أثناء متابعته بقاعة العمليات المركزية للحماية المدنية في العاصمة السيطرة على 80 بالمائة من الحرائق في ولاية جندوبة وعلى كل الحرائق في ولاية باجة فيما يتم في الأثناء التعامل مع حرائق في معتمدية سجنان من ولاية بنزرت .ولم يستبعد أن تكون بعض الحرائق بفعل فاعل خاصة تلك التي تندلع في وقت متزامن مؤكدا أن دوريات أمنية مكثفة تمشط حاليا المناطق الغابية وأنه سيتم تتبع المتورطين في هذه الحرائق قضائيا.
«خلية مفتوحة» صلب رئاسة الحكومة
تم تشكيل «خلية مفتوحة» صلب رئاسة الحكومة جمعت وزارات الدفاع والداخلية والصحة والفلاحة والموارد المائية والصيد البحري والتجهيز والاسكان والتهيئة الترابية، لمتابعة عمليات إطفاء الحرائق التي نشبت بولاية جندوبة .