فقد حققت هذه السوق قبل سنة 2010 قرابة نصف مليون زائر لكن هذا الرقم بات اليوم في حكم الحلم لمعاودة تحقيقه خاصة بعدما
تعرضت البلاد إلى هزة عنيفة لم تستطع الخروج منها سريعا ثم زادتها العمليتان الارهبيتان اللتان استهدفتا كلا من متحف باردو ونزلا بمدينة سوسة تعثرا.
لكن اليوم وبعد أن تأكدت سيطرة الدولة على الارهاب خاصة والانطلاق في جملة من الإصلاحات ومن ضمنها القطاع السياحي ظهرت بوادر تحسن جيدة في القطاع خاصة في الاسواق المهمة على غرار السوق الايطالية ألتي لم تزد نسبة زوارها العام الماضي عن 71 آلف سائح وهو رقم لم تعرفه الوجهة التونسية طوال الثلاثين سنة الماضية .
وقد استغلت تونس خلال الفترة الماضية تحسن الأوضاع الأمنية بالبلاد للقيام بالعديد من التظاهرات وحملات العلاقات العامة في إيطاليا وتونس بدءا من معرض ميلانو الماضي والذي كان مناسبة للجهات المعنية بهذه السوق والمهنيين للتعريف مجددا بالوجهة وبالإمكانيات الموضوعة على ذمة السائح الايطالي لقضاء عطلته في أحسن الأحوال وأفضل من السابق .
كما أنتظم بتونس خلال شهر فيفري الماضي خلال زيارة تعريفية ل300 وكيل أسفار ايطالي وصحفي لتونس عدة تظاهرات وزيارات تبرز حقائق الوضع على الميدان وتؤكد تحسن الأوضاع في جميع المجالات ذات العلاقة بالسياحة.وينتظر أن يتم بداية من شهر أكتوبر القادم تعزيز مجالات النقل الجوي بين ميلانو وبولونيا نحو جربة والمنستير ومن روما أيضا نحو المنستير كما ينتظر أن يعود نشاط السياحة البحرية على ميناء حلق الوادي بدءا من نهاية شهر سبتمبر بعد ادراجه ضمن سلسلة المواني المتوسطية التي ترسو بها البواخر السياحية الايطالية .
هذا و حافظت السوق الايطالية على نسقها البطيء جدا خلال السداسي الأول من السنة الجارية حيث لم يتعد عدد الوافدين منها 37 ألف سائح محققة زيادة طفيفة مقارنة بالعام السابق قدرت ب16% وهو ما يعني أن التدفق من ايطاليا نحو تونس سوف لن يكون كبيرا هذا العام ، وينتظر أن لا يتجاوز العدد الجملي للسياح في نهاية الموسم نحو مائة ألف في صورة تواصل النسق الحالي.
وكانت كاتبة الدولة الايطالية للثقافة والسياحة أكدت في زيارتها الأخيرة الاسبوع قبل الماضي ، حثها للإيطاليين على زيارة تونس القريبة بعد تحسن الأوضاع الأمنية فضلا عن الانتماء التاريخي واللغوي بين البلدين.