وأن تونس تستورد أكثر من نصف حاجياتها من الحبوب بالعملة الصعبة.
وفي مقابل هذه التوقعات ,قال المكلف بالإنتاج الفلاحي بالاتحاد الوطني للفلاحة والصيد البحري شكري الرزقي في تصريح «للمغرب «أن موسم الحصاد قارب على الانتهاء بنسبة 60 % بصفة إجمالية وقد تجاوزت هذه النسبة 100 % في ولاية الكاف في حين مازالت تتراوح نسبة استكمال موسم الحصاد في ولايات الشمال مثل باجة وجندوبة وسليانة وجندوية 80 % غير أن الكميات المجمعة إلى حدود الأسبوع المنقضي بلغت 4.5 مليون قنطار .
واعتبر الرزقي أن الكميات المجمعة بقيت دون المأمول, ,علما وأن حاجياتنا السنوية من الحبوب تقدر بـ 30 مليون قنطار في حين أن الإنتاج لن يتجاوز خلال سنوات الجفاف الأخيرة 14 مليون قنطار ولذلك تلجأ تونس إلى التوريد لتغطية باقي حاجياتها وقد تضطر تونس في كثير من الأوقات إلى توريد كميات إضافية ب15 مليون قنطار على حد قوله.
حصيلة نهائية هزيلة ب9 مليون قنطار
وعلق المصدر ذاته على التوقعات الرسمية والتي استبشرت بمحصول من الحبوب للموسم الفلاحي 2016/ 2017 حوالي 17.86 مليون قنطار مقابل 12.87 مليون قنطار في الموسم الماضي أي بزيادة بنحو 38 % قائلا إن هذه الكميات بعيدة كل البعد عن واقع الإنتاج الذي لن يتعدى 9 مليون قنطار في أقصى حالاته.
زيادة بــ 10 دنانير أسعار في حبوب القمح العام المقبل
وحذرالمصدر ذاته من الزيادة المنتظرة في أسعار حبوب القمح العام المقبل والمتوقعة بـ 10 دنانير عند الزراعة, الأمر الذي سيضاعف ثقل كاهل الفلاح المثقل بطبعه جراء المديونية وارتفاع تكاليف الإنتاج لاسيما أسعار الأسمدة والمداواة.
وفي سياق آخر, قال الرزقي أن الموسم الزراعي شهد وفرة في أغلب المنتجات الفلاحية من خضر وغلال, وفرة استفاد منها باعة الخضار والغلال بدرجة أولى وكانت نعمة على المستهلك في شهر رمضان ولكنها تحولت إلى نقمة للفلاحين, حيث كانت الوفرة سببا في تكدس الإنتاج بلغت حد الإتلاف , مثلما أدت إلى انهيار في الأسعار.
وأضاف المتحدث ذاته أن اغلب المنتجات الفلاحية من خوخ ودلاع وبطيخ وخضر متوفرة بشكل غير مسبوق ,مما أدى إلى تدني أسعارها إلى مادون كلفة الإنتاج ,الأمر الذي ألحق خسائر فادحة بالفلاحين لا سيما أمام ارتفاع تكاليف الإنتاج من أسمدة ويد عاملة وغلاء المشاتل. وأضاف أن وفرة الإنتاج لابد أن تصاحبها وفرة في الطلب إلا أن السوق المحلية قد حققت اكتفاءها الذاتي مما أدى إلى وجود فائض هائل من الإنتاج .
دعوة إلى فتح الحدود تجاه الأسواق الليبية والجزائرية
وعن أسباب تراجع الأسعار قال الرزقي أن غلق آفاق التصدير نحو السوق الليبية والجزائرية ساهم بشكل واضح في تراجع الأسعار وشدد قائلا أن الأسعار التي يبيع بها الفلاح وصلت إلى مستويات لا تغطي حتى تكلفة الإنتاج (وصلت إلى 100 مليم للكيلو الواحد من الدلاع) داعيا إلى ضرورة تفعيل خطة دعم التصدير تجاه السوق الليبية بكميات قادرة على تخفيف العبء على السوق الداخلية وهو ما من شأنه أن ينعش الأسعار.
ولاية جندوبة الأكثر تضررا من نقص مياه الري
تشهد تونس منذ ثلاثة أيام ارتفاعا غير مسبوق في درجات الحرارة والتي تجاوزت المعدلات العادية حيث تراوحت بين 43 و47 درجة مصحوبة برياح ساخنة بحسب المعهد الوطني للرصد الجوي , موجة أثرت سلبا في الزراعات لاسيما تلك التي تعتمد في نموها على المياه 100في المائة وقد أكد الرزقي أن عددا مهما من الجهات تضررت من الانقطاع المتتالي لمياه الري وتعتبر ولاية جندوبة الولاية الأكثر تضررا من النقص الفادح لمياه الري رغم احتوائها لمساحات شاسعة من الزراعات وبالرغم من احتوائها لأكبر منابع المياه.
وأضاف بأن النقص الفادح في المياه أدى إلى ارتفاع نسبة ملوحة في التربة وهو ما أضر بالزراعات بشكل تعجز معه النباتات عن النمو كما أنها تهلك خصوبة الأرض .وعن تسبب موجات الحرارة في حدوث حرائق قال المصدر ذاته انه تم تسجيل بعض الحرائق لكنها لم تكن بمساحات واسعة وتم التصدي لها من طرف الحماية المدنية.