الملاحظة البارزة في ما أوردته الجريدة المتخصصة هو ما تعرفه الوجهة التونسية من تطور كبير على السوق الفرنسية حيث أجمع وكلاء السفر أن نسبة الحجوزات مقارنة بذات الفترة من العام الماضي 2016 تطورت بنسبة 161 % وتطورت الحجوزات بنسبة 184 %، وهذا ما جعل تونس تحصل تدريجيا على مكانتها المميزة والأكثر شعبية لدى المسافرين الفرنسيين من بين الوجهات المتوسطة المدى التي يقبل عليها بالنسبة للوجهات السياحية ، ونعني بها الوجهات المتوسطية. ولم يخف المقياس الإشارة إلى أن الوجهة الاسبانية ما تزال تستقطب الفرنسيين بنسبة 10 %من المغادرين، و12 % من الحجوزات، تليها اليونان 10 % من المغادرين 12 % الحجوزات و إيطاليا 13 %من المغادرين -8% من الحجوزات.
وأكد جانب كبير من وكلاء السفر،أن بدايات السنة الجديدة الحالية حملت معها نسمة منعشة للقطاع الذي سجل في الأشهر الأربعة الأولى زيادة 4.6 % في عدد المغادرين مقارنة مع نفس الفترة من عام 2016، مع زيادة مماثلة تقريبا بنسبة 6.2 % مهمة أكثر في أعداد المسافرين بلغت 9.3 % إلى زيادة موازية من 1.10 % في حجم الاعمال.
خلص المقياس إلى أن الاتجاهات البارزة في الصيف القادم وهذه الفترة بالنسبة للرحلات المتوسطية أظهرت سيطرة الثلاثي اسبانيا واليونان وإيطاليا خلال الأشهر الأربعة الماضية. مع تميز للسوق اليونانية التي أظهرت ديناميكية بينة في زيادة في الوافدين بنسبة 27 % و24 % في عدد الحجوزات.
كما لم يغفل التقرير أبراز ثلاث وجهات مشمسة أخرى عرفت تطورا مطردا لا فقط في عدد الوافدين بل أيضا في الحجوزات الأولى وهذه الوجهات هي البرتغال التي سجلت تطورا 7 % من الوافدين مع 3 % زيادة في الحجوزات في حين عرفت تونس بحسب المقياس أهم زيادات حيث بلغت النسبة 206 % في عدد الوافدين و 225 % في الحجوزات فيما تراوحت الزيادة على الوجهة المغربية 15 % في عدد الوافدين ، و31 % الحجوزات .
هذا الوضع الايجابي للسياحة التونسية تعزز أيضا عبر سوقين جديدتين، الاولى الروسية التي شرعت منذ الموسم الماضي في الانفتاح على الوجهة التونسية بشكل كثيف وينتظر ان يتواصل مد ها هذا الموسم أيضا ذلك أن المؤشرات الأولية تنبئ أيضا بزخم سياحي روسي لن يقل عن الموسم الماضي. أما السوق الثانية فهي الصينية والتي تؤكد عديد التوقعات أنها سوف تتجاوز 10 الاف سائح هذا العام ذلك أن معدل زيارات السياح الصينيين للوجهة التونسية عرف تطورا مطردا خاصة بعد إلغاء التأشيرة وقد سجلت الوجهة نسبة تطور بلغت نسبته 400 % مقارنة مع الفترة القليلة الماضية.
وإن تبدو الأرقام غير ذات بال من حيث الكم إلا أنها مهمة من حيث النسبة خاصة إذا ما علمنا أن عامل النقل الجوي المباشر بين البلدين يعد عنصرا مؤثرا في عملية التطوير رغم الجهود المبذولة لجذب السياح من قبل وزارة السياحة والصناعة التقليدية .فاستقبال أعداد أوفر من الصينيين على غرار المغرب أو مصر وتركيا باعتبارها أكثر الوجهات المنافسة لتونس يمر حتما عبر تفعيل النقل الجوي خاصة مع الشركات الجوية في المنطقة التي لديها خطوط مع الصين أو مع الشركات العالمية الكبرى التي لديها خطوطا مشتركة مع الصين وكذلك مع تونس.
كانت المشاركة التونسية في الدورة الرابعة عشرة لمعرض السفر العالمي في شانغهاي الذي انتظم بشنغهاي من 20 إلى 23 أفريل 2017 مميزة ، حيث حصلت تونس على جائزة أفضل وجهة أفريقية للسائح الصيني بحسب ما أكدته وزيرة السياحة والصناعات التقليدية . وقد اعتبرت التكريم الذي حظيت به تونس من بين 50 دولة و 600 شركة عارضة تميز للوجهة التي استطاعت أن تشد جانبا مهما من 47 ألف زائر كانوا توافدوا على المعرض .