زهرة ادريس المرأة التي يطلقون عليها اسم المرأة الحديدية او المرأة القائدة تحدت حواجز المستحيل وتجاوزت وجع الرصاص الغادر ولم يرعبها طلق الرصاص او غول الارهاب سقطت لكنها لم تتألم في مكانها بل عاودت النهوض من جديد اكثر قوة وأكثر اصرارا وعزيمة وتحديا صوّرته عدسة المغرب في هذا الروبورتاج.
من أين تبدأ الحكاية
اختارت صاحبة النزل بعد ضربة 26 جوان 2015 الغادرة مواصلة العمل والإبقاء على النزل مفتوحا غير ان هذا القرار سرعان ما عدلت عنه بسبب تراجع الحجوزات ومغادرة السياح المتبقين والبالغ عددهم 626 سائحا الى بلدانهم ليستقر الرأي في النهاية وبالتشاور مع الموظفين والعملة على إغلاق النزل لفترة ما وتوزيعهم على بقية السلسلة الفندقية العائدة لها مؤكدة ان العامل النفسي لعب دورا كبيرا في لم شمل العمال والإطارات بجميع اصنافهم في المجموعة المتكونة من ثلاثة فنادق لتصبح العلاقة اكثر قربا وتشاورا ويصبح العامل مشاركا في القرار، ومشيرة ان العراقيل لا ترهبها ، والإرهاب، لا يخيفها فقد تخفت عزيمتها لأسباب يراها البعض نهائية وتغير مسار الكون ولكن بالنسبة لها ليست الا نقطة انطلاق جديدة واكثر قوة. امراة تؤمن بالعزيمة والإرادة وبقضاء الله خيره وشره وان لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا وحتى وان اصيبت في مقتل هي وعمال النزل، فالمصيبة لم تزدهم الا لحمة وقربا واتحادا كالجسم الواحد اذا اصيب عضو منه تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى إذ تأثر الجميع لمصير الفندق ومصيرهم معه لكنهم شمروا على سواعد الجد وانطلقوا في العمل ليعودوا الى نزلهم في ثوبه الجديد كمن عاد الى حضن امه ولعل الضربة وان ارادوها قاصمة لظهور العملة وصاحبة الفندق كشفت عن متانة اللحمة بينهم وحبهم للعمل والدفاع عن مكتسباتهم.
وبعد أسبوع فقط من اعادة فتح النزل بشكله واسمه الجديد تكاد تجزم ان لا احد من العمال او الحرفاء الذين سجل بحضورهم النزل نسبة امتلاء 100 بالمائة مازال يرهبه ما عاشه صيف 2015 حيث بقيت مجرد ذكرى لشريط مزعج مسحته فرحة العودة ووجوه الحرفاء المستبشرة بموسم راقي
أيادي تونسية 100 %
حين تطأ قدماك باب النزل الخارجي تقف برهة من الزمن فينتابك شعور ممزوج بحب الاطلاع والتردد وكثير من حب البلاد والوطنية يدفعك لتتحدى التردد وتدخل النزل فتكتشف منتجعا سياحيا جديدا مسته ذات سنة يد الارهاب ومع ذلك تكاد تجزم انها اسطورة مر عليها زمن طويل ولم يبق من صداها سوى بعض الصور العالقة بعقول العاملين تحضر ببالهم فيروون لك تفاصيلها بكثير من البطولة والشجاعة.
تجهيزات جميلة الوان مشرقة توحي بكثير من الفخامة والتطور بين الازرق الزمردي الرمادي المتدرج المرمر الممتد على جميع فضاءات المكان وكل التجهيزات وجميع الأثاث المنتشر في بهو النزل أو المطاعم أو حول المسابح أمنته أيادي تونسية 100 %، في حركة من صاحبة النزل لتشجيع المنتوجات التونسية ومساندة منها لحملة «استهلك تونسي» التي قالت عنها انها حملة تحسيسية تهدف الى تشجيع المنتوج المحلي وإنقاذ الإقتصاد التونسي الذي يعاني انهيارا خطيرا قد يكون انتعاش موسم السياحة لهذا الصيف قاطرة نجاح تجر وراءها بقية القطاعات الأخرى.
يحتوى النزل على 360 غرفة يسهر على تأمين خدمات حرفائها منذ افتتاحه سنة 1995 نحو 250 عاملا أغلبهم من حاملي شهائد في اختصاص السياحة والفندقة والمطاعم بهو النزل والفضاءات المحيطة به والمسابح والاماكن المخصصة للاستجمام يكاد لا يخلو من الحرفاء الذين فاق عددهم الـ 800 حريف ليلة وصولنا الفندق جنسيات من العديد من الدول دون اعتبار تونس مثل الجزائر وبلجيكيا وفرنسا وألمانيا وروسيا التي سجلت عودة كبيرة ونسبة حجوزات كبيرة على امتداد الموسم وغيرها من الجنسيات الاخرى حيث شهد النزل خلال الشهر الحالي ماي نسبة امتلاء يقارب معدلها 100 % مع تسجيل حجوزات فعلية تتراوح بين 60 % الى 90 % خلال بقية الموسم.