المنتدى الثاني للجمعية التونسية للاستثمار في رأس المال: 300 مليون دينار استثمارات جديدة للجمعية خلال العام الجاري

يبدو أن مشكلة الاستثمار في ضوء الظروف التي تمر بها البلاد وغياب المجلة المشجعة على ذلك ، تبدو عويصة خاصة بالنسبة للشباب الباحث عن بعث مشروعه خاصة في المناطق الداخلية للبلاد والتي تتفاقم فيها مشاكل البطالة وغياب التشجيعات المحفزة

لكن رغم هذا الوضع المتشابك فإن مبادرات خاصة تعمل في حدود إمكانياتها على شد أزر المؤسسة والباعث على حد سواء من أجل تفعيل بعث المشاريع خاصة لدى شباب الجهات الداخلية .والجمعية التونسية للمستثمرين في رأس المال واحدة من هذه المؤسسات الخاصة التي تجمع فيها عدد من الصناديق ومؤسسات الاستثمار تنشط من اجل تمكين المؤسسة الصغرى والمتوسطة وحتى الباعثين الشبان من وسائل خاصة مالية للانطلاق والتوسع في أنشطتها.

وقد أكد كريم غنيم رئيس الجمعية خلال المنتدى الثاني للجمعية الذي انتظم أمس وسط حضور كبير من كل الفاعلين الاقتصاديين أن الجمعية ساندت خلال سنة 2015 أكثر من 180 مشروعا من مختلف الأحجام خاصة في المناطق الداخلية بالبلاد باستثمارات ناهزت 207 ملايين دينار وهي تطمح في السنة الحالية إلى الزيادة في مساهماتها بشكل كبير لتتجاوز 300 مليون دينار سيتم ضخها في مؤسسات ومشاريع من مختلف الاختصاصات بهدف المساهمة في الحد من البطالة بين الشباب وخاصة داخل البلاد .مشيرا في ذات السياق إلى أن تدخلات الجمعية خلال السنوات الخمس الماضية استطاعت حفز النشاط الاقتصادي مما مكن من إحداث 5 ألاف موطن شغل.

بهذه النغمة التفاؤلية التي انطلقت عليها فعاليات الندوة السنوية الثانية للجمعية التونسية للمستثمرين في رأس المال تناوب عدد من الحضور في الورشات التي اعد لها بإتقان لمناقشة جملة من محاور المنتدى الثلاثة التي تمحورت حول الاستثمار في رأس المال عامل للتطوير الاقتصادي وأثاره الاجتماعية لخلق الثروة فيما كان عنوان الورشة الثانية رأس المال عمل لتدويل المؤسسة بينما خصصت الورشة الثالثة لإبراز الاستثمار في التجديد والاقتصاد الرقمي.

ولم يفت المتدخلين في النقاش والعروض التي قدمت في الورشات إلى إبراز ما تعانيه البلاد من مشاكل منها الهيكلي ومنها الظرفي وتأثيرهما على الوضع الاقتصادي وأبرز العديد من المتدخلين القدرات المالية الكبيرة المتوفرة في البلاد لكن الخشية التي تلازم أصحابها وعدم وضوح الرؤية بشأن الوضع العام خاصة الاقتصادي في البلاد جعل من هذه الأموال عبئا على أصحابها أولا والاقتصاد الوطني ثانيا.

ولم يخف طارق الشريف رئيس «الكوناكت» خلال مداخلة له في الورشة الأولى إبراز الأخطاء التي رافقت مسيرة البلاد على مستوى تمويل التنمية بعد إنهاء تواجد بنوك التنمية والتي كان لها الأثر الايجابي على تطوير الاقتصاد وتنشيط التنمية والمؤسسات الهامة في عديد المناطق الداخلية.ودعا في نفس السياق إلى بعث بنك خاص بالاستثمار لمعاضدة الجهود والمساعدة على تنشيط برنامج التنمية للفترة القادمة 2016 / 2020.

أيضا تعرض المتدخلون إلى فشل السياسة التعليمية التي تقف وراء تفريخ أعداد هائلة من العاطلين وشدد طارق الشريف على تطوير سياسات التكوين المهني مشددا على أهمية الحوار الاجتماعي رغم ما تبديه النقابات من رفض للمساهمة في وضع أسس السلم الاجتماعي في البلاد.بدورها نالت الإدارة جانبا من الانتقادات نظرا لتعسفها القانوني على بلورة الأسس الجديدة لدفع الاستثمار وتطوير المبادرة الخاصة والعامة بهدف تحسين مردودية الاقتصاد ومن وراء ذلك تنمية الإنتاجية التي ما تزال دون المأمول .

ودعا العديد إلى وجوب خلق مناخات جديدة في البلاد لا فقط على مستوى الاستثمار بل أيضا على مستوى الخلق والابتكار والتجديد لإكساب الاقتصاد الوطني قدرة كبيرة على المنافسة عبر المبادرة الخاصة وتثمين العلاقات بين الخاص والعام عبر تبسيط الإجراءات والتخفيف من حزمة الوثائق مع ضخ القطاعين الخاص والعام لمزيد من الاستثمار الفاعل والقادر على تطوير البناء الاقتصادي وتحقيق التنمية للنجاح في المساعي الجديدة لبناء اقتصاد قادر على خلق الثروة المرجوة وإخراج البلاد من حالة الركود التي تردت فيها.

من جانبه أكد نعمان الفهري في مداخلة له أهمية الاقتصاد الرقمي في تطوير البلاد مشيرا إلى أهمية برنامج تونس الذكية 2018 والذي انطلق قبل مدة قصيرة حيث استطاع في ظرف وجيز توفير 4 ألاف موطن شغل جديد في الاقتصاد الرقمي وسيرتفع هذا الرقم مع موفي 2018 ليبلغ عدد العاملين فيه 50 ألفا، مشددا على حجم الاستثمارات الموجهة لهذا القطاع والمقدرة ب5750 مليون دينار ستمكن من تحقيق قفزة مهمة في البلاد خاصة وأن الجانب الأكبر من هذه الاستثمارات سيقع على عاتق مشغلي الهاتف في البلاد مبرزا في ذات السياق ما تحققه اليوم البطاقة المالية التكنولوجية التي استطاعت منذ انطلاقها أن تغنم حصة مهمة من السوق بلغت 6 %.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115