وقد حرص مدير النشرية الاقتصادية الهادي المشري خلال افتتاح هذا المنتدى مساء الخميس الماضي ، على وضع العديد من النقاط المهمة على حروف المنتدى ونظرته إلى جدوى التجديد لتحقيق النقلة الحقيقية لتونس باعتبار ذلك محورا ودافعا رئيسا للعلاقات المستقبلية مع دول الاتحاد الأوروبي.
ودعا المشري بالمناسبة الاتحاد الأوروبي إلى إعادة البحث في صيغ جديدة للتعاون شبيهة بالبرنامج الذي تم سنة 1995 المتعلق لتأهيل القطاع الصناعي مشددا على أهمية اقتران الأقوال بالأفعال اليوم خاصة وتونس تمر من مرحلة حرجة في اقتصادها رغم ما تتوفر عليه من إمكانيات مهمة من بني تحتية أو كفاءات بشرية عالية التكوين والتي يمكن الاستثمار فيها .
الحبيب كراولي رئيس المنتدى والرئيس المدير العام لبنك الأعمال أكد في مداخلته على أهمية الموضوع الذي تم اختياره لهذه الدورة الجديدة مبينا أن قضية التجديد لا يمكن أن يتم التطرق إليها من دون أن يتم الحديث عن دور الجامعة التونسية وكذلك المؤسسة مشددا على وجوب فك الرموز التي ما تزال تعوق تواصل الجامعة مع المؤسسة في تونس وبالتالي تحرر الأذهان من نمطية طالت مما سيسمح بتحقق النمو المرجو عبر إستراتيجية جديدة متناغمة مع المحيط والمؤسسة .
مداخلة سليم خلبوص وزير التعليم العالي والبحث العلمي كانت هي الأخرى في ذات الاتجاه حيث بين أن العمل في الوزارة اليوم يتجه إلى تنويع الأهداف والتوجهات عبر محاور ثلاثة الأول دعم التوجه مع فرنسا وألمانيا باعتبارهما ابرز الشركاء الأوروبيين خاصة بالبحث عن صيغ جديدة للتعاون ودفع الجامعة إلى منافذ قد تزيد من ترابطها مع النسيج المؤسساتي وبعث الجامعة الألمانية في تونس يتنزل في هذا التوجه لربط التكوين بحاجيات المؤسسة أما المحور الثاني فيتمثل في الانفتاح على أسيا وخاصة الصين والهند وكوريا باعتبارها من أهم مواطن التجديد التي يمكن الاستفادة منها في حين يمثل المحور الثالث فهو التوجه نحو البوابة الإفريقية وهناك مكامن التطور الكبرى التي الاستفادة منها .
سفير الاتحاد الأوروبي «باتريس بارغامي « بدوره لم بغفل الحديث عن أهمية تونس بالنسبة لأوروبا لما تزخر به من كفاءات بشرية قال أنها تبز أحيانا ما هو داخل دول المنظومة وأشار أن الاتحاد الأوروبي في بتونس يعمل على توفير كل أسباب استمرا نجاحها وتطورها مع المطالبة بإعادة صياغة أوجه التعاون مشيرا أن المجموعة الأوروبية وضعت على ذمة تونس 80 مليون يورو لفائدة تنمية التجديد هذا فضلا عن برنامج أخر طموح ب80 مليار يورو في أفق 2020 يمكن أن تستفيد منه تونس في مجالات كثيرة سواء المؤسسات أو الجامعات التي تتولي البحث والتطوير.
وأعلن بالمناسبة أن شابا تونسيا من ولاية سوسة سيطلق في قادم الأسابيع لوحة إلكترونية ستحدث ثورة كبيرة في عالم التكنولوجيا، كان رفض عرضا أمريكيا بانتهاج اللوحة وفضل بلاده رغم الإغراء الكبير.
أما رئيسة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة وداد بوشماوي فقد أشارت في مداخلتها إلى أهمية الاستثمار في التطوير والبحث العلمي مبينة أنه رغم صعوبة المرحلة التي تمر منها تونس فإن إمكانية النجاح في هذه المرحلة كثيرة خاصة وأن المؤسسة تعمل على تجاوز حالة الانتظار التي طالت .
تجدر الإشارة أن المنتدى تناول في يومه الثاني عدة محاور منها التجديد في الاقتصاد التونسي التحديات والمخاوف والإمكانيات وقد شدد المتحاورون خلاله على بلورة فكرة أهمية التجديد في الاقتصاد التونسي . في حين تناول المحور الثاني موضوع ، الإستراتيجية والأهداف والوسائل لتحقيق النمو في مجال التجديد وما تتوفر عليه تونس من امكانيات للوصول إلى الأهداف المنشودة . واختتم المنتدى بمائدة حوار حول التجديد للنجاح تم خلالها استعراض عدد من المشاريع الهامة في مجال التجديد.