جد خلاف يوم أمس بين فني وقائد طائرة دفع بشركة الطيران التونسية «الخطوط الجوية التونسية» إلى تعليق رحلاتها بعد توقف دام لساعتين ثم استأنفت نشاطها من جديد.
قال الكاتب العام للنقابة الأساسية لفنيي الطائرات محمد الشاهر في تصريح إعلامي أن مساعد قائد الطائرة هو من اعتدى على الفني الذي كان بصدد القيام بمهامه داخل الطائرة قبل إقلاعها في اتجاهها لباريس, نافيا أن يكون الفني هو الذي بادر بالاعتداء مثلما تم تداوله.
وقال مسؤول في تسجيل الرحلات بمطار تونس قرطاج الدولي، سميرالزواوي، في تصريح إعلامي إن الخطوط الجوية التونسية، استأنفت رحلاتها بعد انقطاع وجيز واضاف أن التسجيل للرحلات جار، والطائرات التابعة لشركة الخطوط الجوية التونسية عادت للعمل».وأوضح الزواوي أنه «كان هناك تعليق بسيط للرحلات وعادت الأمور كما كانت»، فيما قال المدير العام للخطوط التونسية إلياس منكبي إنه تم تجاوز الخلاف وأن الرحلات ستستأنف بعد قليل.
وفي وقت سابق من نفس اليوم، أعلنت الخطوط التونسية، تعليق جميع رحلاتها حتى إشعار آخر، بسبب خلافات داخلية بين فنيين وطيارين، وذلك «حفاظا على سلامة الأسطول».
وقالت الشركة في بيان: «تبعا لعودة حالة التوتر بين سلكين من المهنة تابعين للخطوط التونسية وما انجر عنه من حادثة خلاف جرت صباح يوم أمس بمطار تونس قرطاج، قررت الشركة إيقاف جميع رحلاتها حتى إشعار آخر».
وبحسب تصريحات إذاعية فإن خلافا وقع بين طاقم طائرة (قائد الطائرة ومساعده) وفنيين، عند انطلاق رحلة إلى باريس على خلفية توتر بين هذين القطاعين في المهنة خلال الأسابيع الماضية.
ومن جهة وزارة النقل قال الوزير أنيس غديرة، في بيان عقب وصوله المطار، أنه سيتم اتخاذ جميع التدابير اللازمة لمحاسبة من يثبت تورطه في الاضطراب الحاصل بالمطار.
وتعهد باتخاذ إجراءات ردعية في كل من ثبت تورطه في افتعال الأزمة التي تسببت في تعطل رحلات الخطوط التونسية.
وشدد عقب هذه الحادثة على «أنه لا مجال للفوضى ولحدوث مثل هذه التجاوزات الخطيرة الماسة بمصلحة الشركة والمشوهة لصورة تونس».وأعلن عن تكوين خلية أزمة معتبرا أن هيبة الدولة وعلوية القانون تقتضيان التحرك الحازم ضد مظاهر الفوضى والتسيب.
وعن الاثار الاقتصادية لقرار تعليق الرحلات فقد اجمع الخبيران الاقتصاديان رضا الشكندالي وعز الدين سعيدان في تصريح «للمغرب» أن تبعات تعليق الرحلات سيكون وخيما في المستقبل لانه مس من صورة المؤسسة بدرجة اولي وبصورة السياحة بدرجة ثانية ,أي ان الغاء الرحلات في هذا اليوم سيؤثر في حجم الحجوزات على المدى القريب مما سيدفع العديد من حرفاء الشركة الى تغيير قبلتهم بالتعامل مع شركات منافسة في الوقت الذي تحتاج فيه الشركة الى استقطاب اكبر عدد ممكن من الحرفاء لسداد العجز المالي الذي تمر به .
ولا يخفى على احد الصعوبات المالية التي تعاني منها الخطوط التونسية نتيجة الخسائر التي تكبدتها عقب الهجمات الإرهابية التي استهدفت البلاد في 2015 وتسببت في شلل قطاع السياحة، فضلا عن المنافسة من شركات الطيران العملاقة.
زد على ذلك الثقل المالي نتيجة حجم الموارد البشرية التي تشتغل بالمؤسسة وكانت إدارة الشركة قد أعلنت في وقت سابق أنها في حاجة لتسريح 1700 موظف من بين ألفين لا تحتاج الشركة لخدماتهم، بهدف تجاوز العجز البالغ نحو 500 مليون دينار .
وزير العدل يأذن بفتح بحث تحقيقي
أذن وزير العدل غازي الجريبي امس الخميس الموالفق لـ9 مارس الجاري بفتح بحث تحقيقي في الحادثة التي جدت اول امس الاربعاء على متن الرحلة التابعة للخطوط التونسية TU 713 المتوجهة من تونس إلى جدة وأدّت إلى تعليق الرحلات، وذلك طبقا لأحكام الفصل 23 من مجلة الإجراءات الجزائية والذي ينصّ صراحة على انّه « لكاتب الدولة للعدل أن يبلغ إلى الوكيل العام للجمهورية الجرائم التي يحصل له العلم بها وأن يأذن له بإجراء التتبعات سواء بنفسه أو بواسطة من يكلفه أو بأن يقدم إلى المحكمة المختصة الملحوظات الكتابية التي يرى كاتب الدولة للعدل من المناسب تقديمها» وفق ما أكده مصدر موثوق لـ«المغرب».
الخطوط التونسية
بلاغ صحفي
تبعا لعودة حالة التوتّر بين سلكين من المهنة تابعين للخطوط التونسية وما انجرّ عنه من حادثة خلاف جدّت صباح يوم أمس بمطار تونس قرطاج، قرّرت الشركة إيقاف جميع رحلاتها من تاريخ هذه الساعة حتى إشعار آخر .
وإذ تعتذر الخطوط التونسية لحرفائها على تبعات هذا القرار الذي من شأنه أن يضرّ بمصالحهم بصفة مؤقتة، إلا أنّها تؤكّد على خياره حفاظا على سلامتهم وسلامة الأسطول.