باعتبارها تتوفر على فوائض ولا تقوم بالاكتتاب في رقاع الخزينة : البنوك الإسلامية والاكتتاب في سندات باب آخر لتمويل الميزانية

تواجه ميزانية تونس لهذا العام إشكاليات في إيجاد موارد لتمويلها فبعد الخروج الأول إلى الأسواق المالية العالمية وفي جولة ترويجية بأهم الأسواق المالية العالمية تمكنت تونس من تعبئة مبلغ 850 مليون أورو وانتظار الضوء الأخضر من النقد الدولي لسحب القسط الثاني من القرض

الذي خصصه لفائدة تونس في ماي 2016 والبالغ حجمه 2.9 مليار دولار عاد التفكير في اعتماد آلية الصكوك الإسلامية مطروحا .

آلية الصكوك الاسلامية طرحت منذ 2012 إلا انه إلى اليوم لم يتم اعتمادها ليعود التفكير فيها مرة أخرى هذا العام إثر تصريح صحفي لوزيرة المالية لمياء الزريبي بان تونس تخطط لإصدار صكوك بقيمة 500 مليون دولار في 2017 للمساعدة في تغطية العجز. مشيرة إلى أن حاجة تونس إلى التحويل الخارجي تصل إلى نحو 2.85 مليار دولار وهو ما يقارب حجم قرض صندوق النقد الدولي. علما وان حجم ميزانية تونس للعام 2017 تقدر بنحو 32.4 مليار دينار.

يلاحظ بعض الخبراء في المالية أن أمام توجه تونس إلى الاقتراض الداخلي الذي أصبح هو أيضا محدودا باعتبار ان البنوك التقليدية تخوض اليوم ما يمكن تسميته بالمضاربة فعوضا أن تقترض من البنك المركزي لإعطاء قروض فإنها أصبحت تكتتب في رقاع الخزينة. بالمقابل تشهد البنوك الإسلامية الثلاثة فوائض وباعتبار أنها لا تقوم بالاكتتاب في رقاع الخزينة فإنها قد تفضل الاكتتاب في صكوك إسلامية وهو ما يمثل فرصة للدولة للحصول على تمويلات مهمة من هذا الصنف من البنوك.

شح الموارد المالية لتونس الذي يضعها اليوم في خيارات محدودة بعد أن أصبح الخروج إلى السوق المالية مكلفا نظرا لتراجع ثقة المستثمرين في السوق التونسية بعد تراجع ترقيمها السيادي الذي كان آخره لفيتش رايتنغ والذي سبق بأيام الترويج لسندات بقيمة مليار اورو الخروج تزامن أيضا مع بيان ختامي لزيارة خبراء النقد الدولي كان بلهجة شديدة نوعا ما نظرا لتأخر تونس في بعض الإصلاحات التي تندرج في برنامج مشترك بين الصندوق والحكومة التونسية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115