السياحة البيئية في تونس بين الواقع والمأمول

تونس غنية بثلاثة آلاف سنة من التاريخ حيث تعمر الآثار التاريخية مختلف أنحاء البلاد. فخلال جولتك ستكون على موعد مع الاثار البونية أو بقايا معبد روماني أو بقايا مأثورة من الحضارة الاسلامية وغيرها .البلاد غنية أيضا بطبيعتها من الطيور الجارحة و التجمعات الكبيرة لطيور

المياه والطيور المهاجرة، وأشجار الزيتون البرية وغيرها من مغانم هذه الارض الجميلة

كل مناطق تونس تتوفر بها عوامل الجذب للسياحة البيئية ، غابات كثيفة بالشمال وسواحل خلابة وريف مخضر أما الجنوب الصحراوي فيوفر مجموعة المشاهد الطبيعية غير العادية، تجربة فريدة من نوعها لمسافات طويلة بين الكثبان الرملية والمناظر الطبيعية الساحرة . كما تمتلك تونس واحدة من أفضل غابات سنديان الفلين وسنديان الزان في شمال أفريقيا

وقد عملت تونس على دعم النشاط السياحي الذي تميزت به البلاد منذ أواسط القرن الماضي عبر تحقيق إنجازات نوعية في مجال السياحة الشاطئية والسياحة الصحراوية والسياحة الإستشفائية والسياحة الثقافية وسياحة المؤتمرات وغيرها من المنتوج المستقطب للسائح.
و أمام التغيير الواضح في رغبات السياح وتنوع النشاط المستقطب لهم تعمل الجهات المختصة والمعنية بالسياحة بالتوافق مع الجهات المعنية البيئة والفلاحة إلى السعي لوضع برنامج خصوصي للنهوض بالسياحة البيئية التي انطلقت قبل عقود قليلة بعد بروز ظاهرة الانحباس الحراري المهددة للحياة على الأرض وارتفاع معدلات الحرارة ووعي الناس بأهمية الحفاظ على الكون من المخاظر المهددة له خاصة الاستهلاك المفرط للطبيعة ومكوناتها الحيوية
برزت السياحة البيئية كسياحة مسؤولة ودون تأثيرات على المحيط فضلا عن توفيرها لفوائد للمجتمعات المحلية مما يجعلها سياحة مستدامة ومتضامنة.

ولتفعيل السياحة البيئية في تونس انطلقت عدة هياكل من خارج وزارة السياحة في العمل على هذا المنتوج المتميز رغم محدودية الامكانيات وغياب التشريعات بالترويج له واستطاع أن يجلب عددا متزايدا من مريديه خاصة وأن امل القرب من اوروبا شكل نقطة قوة هذا المنتوج في المتوسط وامام تطور هذا النشاط انطلقت الدولة منذ سنة 2005 في إعداد مجموعة من الدراسات والتشريعات مكنت من جرد الطاقات القابلة للتوظيف في مجال السياحة البيئية وفقا لسهولة ترويجها بالأسواق واستجابتها لمتطلبات حرفاء هذا المنتوج الجديد والمتجدد. وقد أفضت الدراسات إلى التأكيد على أهمية وثراء هذه الطاقات المتوفرة ببلادنا وحوصلتها ضمن مسالك محورية وذلك على نحو مكن من وضع الخطوط العريضة لهيكل سياحي بيئي أو ايكولوجي من خلال وضع ستة مسالك للاستغلال منها مسلك ‘’طريق الماء من زغوان إلى قرطاج ومسلك ذاكرة الأرض والصحراء والواحات ومسلك الغابات ومسلك ‘’المدن الأندلسية ومسلك الزيتون ومسلك الجزر التونسية.

ورغم الإدماج الحاصل في المنتوج الايكولوجي بالمنتوج البحري وكذلك المنتوج المتعلق بالمؤتمرات فإن السياحة البيئية تجد صعوبة في البروز كمنتوج خصوصي بالوجهة التونسية وقد زاد الاوضاع الامنية غير المستقرة من تعثره في انتظار يوم أخر أفضل قد لا يطول انتظاره

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115