وداعا كلوديا كريدينالي ... ابنة حلق الوادي أيقونة السينما التونسية أيضا !

كان حضورها ينبض بالجمال والسحر، وهي التي كان يليق

بها لقب النجمة وقد أضاءت شاشة السينما الإيطالية والعالمية. لم تكن شهرة كلوديا كريدينالي متأتية فقط من ملامحها الرقيقة أو حسن وجهها الصبّوح بل من عفوية أدائها وصدق أدوارها وانسيابية ظهورها .... فكانت حسناء الشاشة التي لا تحتاج إلى قطع تذاكر عبور إلى وجدان الجمهور.

رحلت عن عالمنا، مساء أول أمس، أيقونة السينما والناشطة في مجال حقوق المرأة كلوديا كاردينالي عن عمر ناهز 87 عاما في مدينة نيمور قرب باريس، بعد أن نحتت مسيرة فنية وإنسانية استثنائية.

مسابقة جمال قادتها إلى السينما

هي ابنة المتوسط، وابنة تونس قبل أن تكون أيقونة إيطاليا. وُلدت في حلق الوادي عام 1938 لعائلة من المهاجرين الإيطاليين، وكبرت بين أزقة تونس البحرية التي ظلت تحملها في الذاكرة حتى وهي تقف تحت أضواء "كان" و"هوليوود".
تنوع بيئة نشأتها، صقل شخصيتها في طفولتها وهي التي كانت تتنفس مزيج الثقافات: الإيطالية في البيت والفرنسية في المدرسة والعربية أو العامية التونسية في الشارع. وهو ما صنع امرأة قوية وحرة ومتفائلة...
وحدها الصدفة قادتها إلى الأضواء وشاشة السينما، بعد أن فازت بلقب "أجمل فتاة إيطالية في تونس" في مسابقة جمال وهي في سنّ السادسة عشرة. كان هذا اللقب بطاقة عبورها الأولى نحو روما لتصبح نجمة إيطاليا الأولى، وبطلة رئيسية في أفلام فيلليني وفيسكونتي وسيرجيو ليوني، وأيقونة عالمية تقف إلى جانب كبار ممثلي عصرها.

من "جحا" إلى "صيف حلق الوادي" كلوديا في بطولة أفلام تونسية

رغم الشهرة العالمية والمكانة الاستثنائية لنجمة هوليوود كلوديا كاردينالي، فإنها ظلت وفية لتونس وفخورة بمسقط رأسها... وكانت تقول في لقاءاتها: "تونس وطني الأول"، وهي تستعيد في حنين وشوق دفين ذكريات البحر والأسواق والأزقة ودفء حلق الوادي.
من تونس كان أول ظهور سينمائي لكلاوديا كاردينالي عبر شاشة فيلم "جحا" في بطولة للممثل المصري عمر الشريف. و"جحا" فيلم تونسي فرنسي صدر عام 1958 وتم تصويره في القيروان. وقد شارك الفيلم في مهرجان كان السينمائي ومنح جائزة لجنة التحكيم كما تم ترشيحه لجائزة السعفة الذهبية، كما تم عرضه في قسم "كلاسيكيات كان" سنة 2013.
بعد فيلم "جحا"، ظهرت كلوديا كاردينالي مرة أخرى على شاشة السينما التونسية، حيث وافقت على الظهور في فيلم " صيف حلق الوادي" للمخرج فريد بوغدير سنة 1996 وبطولة المصري جميل راتب. تدور أحداث الفيلم في في ضاحية حلق الوادي سنة 1966 وتتناول قيم التعايش بين عائلة مسلمة وأخرى كاثوليكية وأخرى يهودية من خلال يوميات ومغامرات ثلاث مراهقات.

زارت تونس آخر مرة في سنة 2022

في ماي 2022، عادت كلاوديا كاردينال إلى مسقط رأسها تونس إلى تونس بدعوة من وزارة الشؤون الثقافية وبلدية حلق الوادي بالشراكة مع الجمعية الثقافية "صقلية الصغرى".
بهذه المناسبة تم تدشين نهج كلاوديا كاردينالي في منطقة صقلية الصغرى بحلق الوادي تكريما للنجمة التونسية الإيطالية.
في استحضار لذكريات الطفولة، زارت كلوديا كاردينال سيدي بوسعيد والمدينة العتيقة وقرطاج ... وتحدثت عن اعتزازها بجذورها التونسية.
رحلت كلوديا كاردينالي، لكن نورها الساطع على شاشة الفن السابع أبدا لن ينطفئ !

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115