إنما هو حقل الاحتمالات الإنسانية، كل ما يستطيع الإنسان أن يصيره، كل ما هو مؤهل له... الروائيون يرسمون خارطة الوجود باكتشاف هذا الاحتمال الإنساني أو ذاك." ومن أجل التمكن من فن كتابة الرواية، التقى تحت سقف "بيت الرواية" كل من يستهويه وحي القلم للإبحار بلا سفن في مدارات الرواية ولغتها ومداخلها...
في "بيت الرواية" بمدينة الثقافة مساء الاثنين 27 جانفي 2025، تمّ الاحتفاء بكتاب "الفصل الأول: التخييل الذاتي" باعتباره نتاج ورشات بيت الرواية للكتابة الإبداعية.
محمد عيسى المؤدب يشرف على كتابة "الفصل الأول"
لأنّ "القلم بريد القلب، يخبر بالخبر، وينظر بلا نظر" فقد اعتصمت بحبله ستّ كاتبات ناشئات للبوح بشجن النفس وحنينها وللجهر بخفايا الذكريات والهواجس والأحلام ... الصدفة وحدها أو هي الرغبة التي جعلت العنصر النسائي يكتسح ورشة بيت الرواية للكتابة الإبداعية من أجل تعلم فنون كتابة الرواية في فصلها الأول تحت إشراف الروائي التونسي محمد عيسى المؤدب. احتفاء بكتاب "التّخييل الذّاتي" الصادر ضمن منشورات بيت الرواية، انتظم لقاء تفاعلي واحتفالي بثمار البرنامج السنوي لبيت الرواية للتكوين والتدريب ... وكان بيت الرواية قد احتضن ورشة تكوينية وتثقيفية خُصصت على امتداد عشر حصص لكتابة الفصل الأول والاستهلال الروائي وقد أشرف على تأطيرها الروائي القدير محمد عيسى المؤدب لتصدر أشغالها في هذا الكتاب التوثيقي ويكون من ثمة لبنة أولى لمشروع بيت الرواية. وإلى جانب كلمة مدير بيت الرواية وتوطئة مؤطر الورشة فقد جاءت المساهمات بأقلام كل من أمل الهاني، بهجة بالربيع، حياة الحاج خليل، أمل السلطاني، خولة اليزيدي ومنية كوّاش.
يعتبر الروائي والقاص التونسي محمد عيسى المؤدب أنّ "الاستهلال الروائي هو أول اتصال بين الكاتب والقارئ، يؤشر للقارئ متابعة القراءة أو العزوف عنها ، لذلك ينبغي أن يكون الاستهلال جاذبا للقارئ أو ربما صادما له، مع غياب دواعي الملل من طول استطرادات أو موصوفات..." لذلك اهتمت ورشة البشير خريف للرواية بكتابة الفصل الأول في تأطير لمشاركين من المبتدئين يكتبون لأول مرة.
وقد جمعت هذه الورشة بين النظري والتطبيقي وقدمت نماذج تونسية وعربية وعالمية فيما يتعلق بالفصل الأول. وقد أكد المشرف عليها محمد عيسى المؤدب "أنّ هذه الورشة لم تتدخل في حرية الكاتب من حيث الأشكال والمضامين، وفسي جماليات التخييل وإنما تدخلت لتصويب هنات الكتابة ونقائصها ..."
لا يكتفي بيت الرواية وفقا لمديره يونس السلطاني بتنظيم الملتقيات الوطنية والدولية أو بعقد الجلسات الحوارية وتوقيعات الإصدارات بل يسعى إلى الارتقاء بفن الرواية وتشجيع التجارب الشبابية الجديدة في الكتابة السردية الإبداعية ومرافقتهم أثناء بناء نصوصهم من قبل مختصين وكتاّب مرموقين".
فاطمة بن محمود تشرف على ورشة الرواية
بعد تثمين تجربة ورشة كتابة الفصل الأول وإصدارها في كتاب ، أعلن مدير بيت الرواية يونس السلطاني عن إطلاق ورشة أخرى في فنون كتابة الرواية في سنة 2025 بإشراف الروائية فاطمة بن محمود وسيتم تباعا الإعلان عن موضوع الورشة وشروط المشاركة فيها.
وبعد أن أخذ محمد عيسى المؤدب - صاحب روايات "جهاد ناعم " الحائزة على جائزة الكومار و"حمام الذهب" التي وصلت إلى قائمة جائزة البوكر وغيرها من المؤلفات – بيد أقلام هاوية للكتابة ليضعها على السطر الصحيح، ستأخذ الشاعرة والقاصة والروائية فاطمة بن محمود عنه المشعل والقلم لتكمل ملء بياض الورق بصخب الفكرة وعطر التعابير وسحر المجازات وهي صاحبة الإبداعات السردية والشعرية التي تطير بلا أجنحة بمنطق أستاذة الفلسفة وبدقة الناقدة وبرقة الشاعرة ... وقد وعدت فاطمة بن محمود بتقديم واحدة من أفضل تجاربها في الحياة بعد أن أعددت مشروعا مميزا للعمل ضمن ورشة بشير خريف للكتابة الروائية التي يطلقها بيت الرواية للعام الثاني على التوالي.
وقد اختار المجمع التونسي للآداب والعلوم والفنون (بيت الحكمة) فاطمة بن محمود كواحدة من أبرز الشخصيات التونسية الأدبية في النصف الثاني من القرن العشرين.