كلمات لشهداء بن قردان ...أنتم الملوك والأمراء ...أنتم شهداء الوطن ...دنياكم شامخة وأخراكم ...لله درّكم أنتم الأبطال ....أنتم الكواكب ومِسكُ الجنان يفوح من دمائكم ...والبدر يَسطع مِن مُحياكم.....من أجل تونس كان موتكم وفي أرضها سندفنكم ولكنّكم في قمم الفردوس عند الله مستقبلكم ومنزلكم ومحياكم ..وسنذكركم وقد ننساكم ..لكن الله والأجيال وتاريخ البلاد لن ينساكم ..حاربتم الظلام لنعيش بعدكم في النور ...ّوتصديتم للمجرمين لنحيا بعدكم في سلام ...كلّ منا شغفته نفسه وشغفتكم تونس ونسيتم أنفسكم وعيالكم ..لتواجهوا المجرمين المفسدين خفافيش الظلام ...أنتم العزّ والجاه ....أنتم الفخر والمجد ...
منّا من بالدم سيفدي البلاد ومنّا من بالفكر ومنّا من بالساعد ومنّا من بالقلب ...وكلّنا لتونس جنود وأسود ورجال ونساء ...
ونقول كلمات لأنفسنا حتى لا نتخمّر ويأخذنا الخيلاء
وتزهو بنا أنفسنا ....ما زالت إمتحانات أخرى أصعب وأعسر ...ما زالت المخاطر كبرى ومخيفة ..الدواعش سرطان تفشّى في العقول ولا تزال الخلايا النائمة في كل بلدة تتهيأ من جديد ...ولا تزال مفارخ السجون - ما دامت المحاكمات تتأجّل وحقوقي الزيف يتباكون - ستفرّخ كبار الدواعش ومجرمين آخرين ....خراب الوهابية والسلفية المجرمة ما يزال ينخر العقول والقلوب ....فكر عدد كبير من التونسيين ملوّّث بهذا الدين الموازي وملوّث بتقسية القلوب وعبوس الوجوه وحقد دفين على الوطن وأهله وحماته ...لا تنسوا من غذّاهم وسهّل لهم واستقبلهم وموّلهم وخرّب عقولهم ونصرهم ودافع عنهم .....لا تنسوا الجمعيات المشبوهة التي لا تزال تنشط ....لا تنسوا أئمة الوهابية الذين لا يزالون يخطبون في المنابر بقراراتهم ....لا تنسوا الخطاب الديني الذي لا يزال بعيدا عن واقع الناس وحياتهم ...لا تنسوا تعليمنا الفارغ من القيم ...لا تنسوا سياسيين وحرب الغنائم بينهم ...لا تنسوا أهل النفاق من حذّاق المداهنة والالتواءات الحربائية ممن بشرونا بثقافة جديدة ورياضة الجبال والأبناء البررة الذين يفكرون شيوخ الإرهاب بشبابهم ...
لا تنسوا مصيبة البطالة و لاتنسوا مصيبة التهميش ولا تنسوا مصيبة التسويف ولا تنسوا مصيبة الإقتصاد المحتضر ....
مازال الخطر ..ولم تنته المعركة ....حرب بالسلاح ضد الإرهاب وحرب بالفكر وحرب بالعمل وحرب بالصدق وحرب بحب تونس الوطن ....
مازال الخطر ...بعد ملحمة بن قردان ...ولو أن شعاع الأمل مشتعل ..
الأستاذ بدري بن منور المدني