حوار حصري مع الأستاذ حبيب القزدغلي

• في أي إطار تندرج هذه التظاهرة؟

حبيب القزدغلي: هذه المحطة هي المحطة 11 ضمن مجموعة من الأنشطة الأكاديمية والعلمية والثقافية التي قمنا بها في إطار احياء مائوية النشاط الشيوعي في البلاد التونسية. احتوت على ندوات مثل التي نقوم بها اليوم في باريس وتسجيل شهادات ومعرض وثائقي واصدار كتب وحوارات تتعلق بتاريخ اليسار في الواقع الحالي. هذه المحطات كانت في جندوبة ومنزل بورقيبة وتونس العاصمة ومنزل تميم وقليبية والحمامات وفي سوسة وصفاقس وقابس وقفصة والآن في باريس.

• لماذا اخترتم باريس بالذات؟
حبيب القزدغلي: جزء من ذاكرة اليسار التونسي وجد في باريس سواء في الفترة الاستعمارية عندما كان الطلبة التونسيون يدرسون هنا. ونشطوا في منظمات مثل جمعية الطلبة المسلمين بشمال افريقيا أو النجم الشمال افريقي أو الإتحاد العام لطلبة تونس. كذلك في فترة الاستقلال، خاصة بعد 1963 إثر منع الحزب الشيوعي، ظهرت حركات منها حركة آفاق (برسبكتيف) والعامل التونسي والشعلة التي كانت معارضة في حالة لجوء بسبب ظروف القمع والملاحقات التي كانت تعاني منها. كانت معارضة في حالة لجوء بباريس نظرا لوجود عدد من الطلبة فيها والهجرة العمالية. واحتضنت منذ عام 1953 دار تونس، اين ننظم اليوم هذه التظاهرة، طلبة من أجيال متعاقبة من الدستوريين واتجاهات مختلفة. أردنا تنظيم هذه التظاهرة في باريس لإحياء ذاكرات أجيال مختلفة مثل السيد العربي بوقرة الذي رجع بنا تقريبا إلى 60 سنة مضت كذلك جون كلود سوفيروفالنزي. كل عرض كيف عاش الفترة من خلال مسيرته وعلاقته باليسار.

• المشروع انطلق حول فكرة تأريخ الحركة الشيوعية لكن التظاهرة تجاوزت الحركة. لماذا؟
حبيب القزدغلي: الحركة الشيوعية انطلقت في منزل بورقيبة التي كانت في عهد الاستعمار تسمى «فيري فيل» وأشرف عليها المؤرخ شارل أندري جوليان.وكانت فيها جوانب سياسية وتاريخية ثم تطورت الحركة بدخول روافد نقابية وكانت فيها الحركة النسائية والحركة الشبابية وكذلك حركة حقوق الإنسان. وإن كان اليساريون يناضلون باسم تطاحن الطبقات وضد القمع فإنهم انشغلوا في ما بعد بقضايا حقوق الإنسان. منشطو فرع منظمة العفو الدولية كانوا من بين الذين تعرضوا للقمع وذلك شيء طبيعي. كذلك شاركوا كمناضلين في الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالرغم من اختلافهم مع نشطاء يمينيين أو ليبراليين لا يشاطرونهم الرأي. ومسألة حقوق الإنسان ليست لليمين أو اليسار، بل هي تتعلق بحقوق البشر. اليسار خرج من تكلسه بعد قرن من تكوينه ليصبح حركة إنسانية تونسية بالأساس ولكنها في نفس الوقت عالمية.
قلنا إننا مستعدون لترك المعرض في باريس على ذمة جمعيات الهجرة إذا أرادت أن تنظم تظاهرات مماثلة في فرنسا للمقيمين التونسيين. وذلك بحضورنا أو بعدم حضورنا. نحن نريد أن تتواصل هذه العملية التي قمنا بها كمخبر تراث. ولكن لم ننعزل وفي كل مناسبة كنا متفتحين على الجمعيات الأهلية. هذه المرة نظمنا التظاهرة مع جمعية التونسيين في فرنسا ومع المكتب التعامل الأكاديمي لمنظمة روزا لوكسمبورغ الموجودة في تونس. لكنهم حضروا معنا لدعم مثل هذه الأنشطة في دار تونس التي نشكرها على التعاون المثمر ونريدها دائما دار كل التونسيين على اختلافهم.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115