عدّة وأن أساتذتها وممثليهم المنتخبين في المجلس العلمي والنقابة الأساسية يعانون أوضاعا مهنية صعبة ومُهينة أحيانا. ويعلمون أيضا التعطيل الأخيرفي مناسبتين للامتحانات الرسمية من قبل أفراد عنيفين. ولكن البعض لا يعلم أن الأزمة التي أدت إلى النكبة تعود إلى سنوات ماضية. ومن أهم الأسباب التي أدت إلى ذلك رفض طالبة قرار رفت مجلس التأديب لها نهائيا للمرة الثانية وذلك منذ سنة 2019 ومساندة منظمة طلابية لها والدخول في سلسلة متواصلة من تعطيل العمل وصلت أحيانا إلى حد شل المؤسسة بالكامل. ولمّا كان الأساتذة وممثلوهم متضررين أساسيين في هذا الوضع فلسائل أن يسأل عن الدور الذي لعبته الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي في الدفاع عن منظوريها ؟
المثير للانتباه والصادم لمشاعر أغلب الأساتذة الباحثين صمت الجامعة العامة للتعليم العالي عن هذه التجاوزات إذ لم يصدر عنها طوال هذه الأزمة أيّ بيان مساندة للأساتذة وممثليهم المنتخبين، وفي المقابل عاينا قيادييها الذين سرعان ما انحصروا في إثنين يهبّان لمساندة جامعيين آخرين مما يغلّب ظن العديد بأن تحركاتهما مدفوعة بالموالاة أو تصفية الحسابات.
لقد بلغ الأمر برأسيها المعروفين إلى تبرير العنف الذي مورس على الجميع في المعهد وطال الكاتب العام للنقابة الأساسية للمدرسين الباحثين بالمعهد واتهام المكتب النقابي بشتى النعوت لا لشيء إلا لكونه يدافع باستمرار عن المؤسّسة وعن سلامة العاملين فيها.
ثمة حادثة لن تمحى من ذاكرة المعهد وتتلخص في اجتماع انعقد في شهر جوان 2019 دعت إليه النقابة الأساسية للمعهد تضامنا معي بصفتي مديرا للمعهد على إثر احتجازي وتهديدي بالحرق في مكتبي من قبل زمرة من الأفراد بعضهم طلبة والبقية مجهولو الهوية. كان الاجتماع حاشدا وحضره أساتذة وعمداء ونقابيون معروفون ومحترمون جدا على الساحة الأستاذية من تونس الكبرى وفي رصيدهم محطات نضالية عديدة قبل 2011 وبعدها.
كان الحضور مكثفا وإدانة العنف شديدة والمساندة مطلقة للأساتذة في حين اكتفى السيدان حسين بوجرة وعبد القادر الحمدوني بالإشارة إلى أن العنف استشرى في البلاد عامّة وليست الجامعة استثناء ممّا فهم منه أنهما يبرران ما وقع ويعوّمان الحادثة فلم يجد تدخلهما استحسانا من الحاضرين ووجه إليهما العديد نقدا صريحا. ورغم أن الأغلبية كانت ضد رأييهما فقد استمرا في التمسك بقناعتهما. وقد تأكد هذا الموقف في محطات عديدة إلى درجة خلنا أن منظوري الجامعة العامة فصيل طلابي معين وليس عموم الأساتذة. والأدهى من ذلك أنهما تحولا إلى لسان دفاع عن الطالبة المطرودة أينما حلاّ بدءا بالمركزية النقابية واعتبرا كل من لا يرى المشهد مثلهما متواطئ مع الإدارة وكأنني لست أستاذا أولا وأخيرا بل كأنني صاحب مصنع في القرن التاسع عشر والطلبة والأساتذة طبقة مستغلّة.
ورغم ذلك فإنني أذكر أن نقابيين - يعرفهم الأساتذة بمواقفهم العادلة والشجاعة - قد وقفوا معنا ولا يزالون للخروج من الأزمة وهذا ما سيمكث في التاريخ أما الباقي فلا بد أن يذهب جفاء.
أين الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي من أزمة المعهد العالي للعلوم الإنسانية بتونس؟
- بقلم المغرب
- 12:36 21/06/2021
- 1304 عدد المشاهدات
بقلم أ.محسن الخوني مديرالمعهد العالي للعلوم الإنسانية بتونس
يعلم جميع التونسيين، والجامعيون منهم بالخصوص، اليوم أن المعهد العالي للعلوم الإنسانية بتونس مؤسسة منكوبة بمقاييس