تمثلت في جمع شتات الفرقاء نحو هدف واحد وهو تركيز السلطة التنفيذية ومن ثمة تكوين حكومة وحدة وطنية تؤمن للمسار إلى حين موعد أجراء الانتخابات في الرابع والعشرين من ديسمبر 2021.
ولعل الشعب الليبي الذي عانى من ويلات الحرب و الاقتتال يتطلع اليوم بعيون حالمة الى مستقبل افضل لبلد نهشته على مدى سنوات الصراعات و الانقسامات التي غذاها التدخل الأجنبي و المرتزقة...فكل الشكر والتقدير لمن ساهم في وقف نزيف الحرب و سعى لاحلال السلم بانتهاج سبل الحوار والتفاوض ووضع حد لمطامع دول سعت لافتكاك ليبيا وبسط ايديها على ثرواتها غير عابئة بمستقبل الشعب الليبي وتاريخه المجيد...
أردت اليوم والشقيقة ليبيا على مشارف طي صفحة من عشرية سوداء من الحرب والاقتتال والانطلاق نحو مرحلة جديدة من الاستقرار والبناء ...أردت التطرق لموضوع قديم جديد وهو مستقبل العلاقات بين تونس وليبيا وحلم الوحدة بين البلدين الذي كان على قاب قوسين أو أدنى من التحقيق والتنفيذ طبقا لاتفاق وقعه كل من الزعيم والرئيس الحبيب بورقيبة والعقيد معمر القذافي ...كان ذاك ذات شتاء وتحديدا يوم 12 جانفي 1974 بجزيرة جربة غير ان بعض الأطراف آنذاك وخاصة من تونس ابدت معارضة شديدة لهذا ... الاتفاق ولم يستوعب أبعاده وآفاقه.
وبالرجوع إلى الأصل والتاريخ نذكر أن كلا من تونس وليبيا كانا زمن الامبراطورية العثمانية ينتميان لنفس المجال الجغرافي وما من حدود فاصلة بينهما ولكن خلال سنة 1560تم تعيين باي على الايالة التونسية و داي على الجهة الشرقية من المجال الجغرافي للدولة العثمانية ولكن ظلت العلاقات بين البلدين ممتدة وضاربة جذورها في التاريخ إلى أن وقع الاتفاق الغاشم الذي وقعته الدول الأوروبية في برلين سنة 1848 و الذي تمّ تطبيقه في أواخر القرن التاسع عشر بانتصاب نظام الحماية والاستعمار .
وأني أريد أن أكد أن الحدود التونسية الليبية التي رسمها المستعمر لم يعترف بها الشعبين ودامت العلاقات مستمرة ...علاقات مصاهرة وعلاقات تجارية وعلاقات أخوة تتجسد زمن الأزمات وهنا نذكر كيف ان تونس فتحت أبوابها لاستقبال العائلات و الأسر الليبية الفارة من ويلات الحرب والقصف بعد اندلاع الثورة الليبية وكانت البيوت في الجنوب التونسي ملاذا وحضنا حانيا للاشقاء الليبين الذين استجارو بهم....واليوم نحن ننظر الى المستقبل ...الى ليبيا التي عرفتها وعاشرت اهلها وخبرت رجالها من مختلف القبائل والعشاء وكانت لنا معهم تعاملات وشراكات اقتصادية من المهم أن تدعم وان تفتح الآفاق الواعدة لما فيه صالح البلدين الشقيقين وهذا لا يكون إلا برفع الحدود الاقتصادية والتجارية ودعم الاستثمار وفتح الحدود لحرية التنقل للأشخاص والسلع والعمال والمقاولين والتجار إلى جانب إبرام اتفاقيات شراكة وتعاون في مختلف المجالات الصحية والتعليمية والخدمات وغيرها.ببن المنظمات والجهات التي تعنى بالشأن الاقتصادي في البلدين.
فلا مستقبل لتونس أو لليبيا دون وحدة اقتصادية قوية....لتعويض ما فات وحتى لا يبقى اتفاق الوحدة بين البلدين حلما استحال تحقيقه سابقا و يصعب نيله اليوم .....ولكني اظل متفائل
مع أصدق التهاني لاصدقائي وكل الشعب الليبي الشقيق بنجاح الحوار الاخوي والتعبير عن فرحة كل التونسيين بهذا النجاح.
مستقبل العلاقات بين تونس وليبيا.. هل يحق لنا الحلم بتحقيق وحدة اقتصادية بين البلدين؟ الرجوع إلى الأصل فضيلة...
- بقلم المغرب
- 09:45 10/02/2021
- 910 عدد المشاهدات
بقلم: صلاح الدين فرشيو
رئيس الهيئة الشرفية لجمعية الفكر البورقيبي
الأكيد ان التاريخ سيذكر هذه الفترة التي تعيشها الشقيقة ليبيا وشعبها بعد أن أثمرت رحلة الحوار والمفاوضات خطوات إيجابية