للمواطنين يتضاعف وجعل التناول الشرعي والفقهي لعديد النوازل يتّسع وبالتالي بما أنّ تونس تعدّ مدرسة إصلاحيّة أصيلة رغم الكبوات وبما أنّ الحاجة ملحّة للضبط الصادق -وإن كان مؤلما - للاستراتيجيات المفروضة عاجلا وآجلا بعد تفشّي هذه الجائحة فقد تحتّم ضمّ الصفّ العلمي والفكري للمعنيين بالشأن الديني بغية إيجاد منافذ انفراج وفتح أبواب الإصلاح والتأسيس لمرحلة ما بعد الكوفيد وقد كنت من بين المدعويين لإجتماع لدى رئاسة الحكومة يوم الخميس 16 أفريل 2020 لتقديم بعض المقترحات التي يمكن أن تسهم في بلورة الشأن الديني والتي أحوّصلها فيما يلي :
1 ) الإستباق التوعوي في تهيئة الرأي العام وتحضيره دينيا وروحيا وإجتماعيا وقيميّا عبر تأسيس مشروع ديني رحماني من خلال جميع الوسائط لكلّ قرارات الحكومة –تواصل الحجر الصحّي /تواصل تعليق العبادات في الجوامع / إحتمالية تعليق صلاة التراويح / الصيام ومتعلّقاته / التضامن والتراحم / الإنفاق والتكافل /الاقتطاع من الأجور / تثمين دور الدولة والأطباء والمؤسسات الأمنية والعسكرية / الدفن / توجيه فريضة الزكاة وزكاة الفطر لدعم المساعدات الإجتماعيّة ....-
2 ) إعداد تصوّرات مدروسة واسعة النظر لضمان إحياء الشعائر –رفع الأذان / بثّ القرآن في الصوامع / إلقاء مواعظ ..- في دائرة الوحدة الفقهيّة المالكيّة التي لا حياد عنها والوحدة الوطنيّة مع الالتزام الكامل بكلّ آليات التحوّط الصحّي الناجع .
3 ) إستغلال فرصة جاهزيّة المجتمع التونسي لكلّ ما هو «سوسيو- ديني»ومتابعته الكثيفة للقنوات التلفزية المطالبة بحزم حتّى تسهّل عمليّة توظيف الإعلام الديني وتوسعة المساحات المخصّصة وتواتر مشاركة الشيوخ تعضيدا لجهود الدولة وتناغما معها في المنابر الإعلاميّة المباشرة مع ضرورة التخلّص من الخطاب والشكل القديمين وتطويرهما بتسويق صورة لا نمطيّة جالبة للمشاهد غير منفّرة . وتشريك المنشدين والفنّانين في تسجيل الأدعيّة والإبتهالات لتحقيق الطمأنة القلبيّة .
4 ) إستثمار فضاء إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم وطاقاتها مع السعي لإدماجها في الإعلام العمومي .وتقويّة الحضور التوعوي الديني في الإذاعات الجهويّة والخاصة .
5 ) إحداث قناة تلفزيّة فضائيّة دينية تحت إشراف وزارة الشؤون الدينية بالشراكة مع مؤسسة التلفزة التونسية لتكون مرآة عاكسة للفكر المستنير المتصدّي لكلّ صور التطرّف –إرهابا وغيره - استنادا على الهويّة التونسية الزيتونية الأصيلة .
6 ) تقويّة دور معهد الشريعة التابع لوزارة الشؤون الدينية في التكوين وتحويله إلى معهد أعلى لتخريج الأئمّة وفق مناهج وبرامج حديثة –الإستئناس بالتجربة المغربية والأردنيّة-
7 ) تعديل تركيبة المجلس الاسلامي الأعلى التابع لرئاسة الحكومة وتجديد هيكليته وتقويّة أدواره .
8 ) الدفع لتشبيب دار الإفتاء التونسية في العاجل ودفعها للمواكبة الآنيّة رفعا لكلّ الالتباسات وتوحيدا للفتوى وتخفيفا للعبء المحمّل على وزارة الشؤون الدينية تلافيا لتداخل الأدوار مع النظر في الآجل لإنشاء المجلس الأعلى للإفتاء - مركزيا وتمثيليته جهويا - الجامع لتخصّصات مختلفة من طبّ واقتصاد ومالية وغيرها يتفاعل مع النوازل ومستجدّات الأحداث .
9 ) الإصلاح الشامل والعميق لجامعة الزيتونة من حيث المناهج والبرامج واعتبارها الفضاء الأساس لتلقّي المعارف الدينيّة غلقا للتشتتّ الجمعياتي والدخيل الفكري .
10 ) تمكين وزارة الشؤون الدينيّة من إنشاء منصّة إلكترونيّة Digital—تواصليّة لبثّ الأمن الروحي والوعظ الديني بين الأئمّة والمواطنين في الحرب القائمة مع جائحة الكورونا والإرهاب والعنف الأسري المسلّط على المرأة ومحاربة الجريمة وغير ذلك من الإستفهامات الدينية.