منبــر: الوهابية الإخوانية والشيخة تسقطان الشيخ الأكبر ابن عربي ...لكنّه سيحيا فينا ..

قلنا لكم أنّه لا خير يرجى من الوهابية... فلم تصدّقوا..
وقلنا لكم لا تنتظروا تراجعا من الإخوانية ... فلم تصدّقوا..
وقلنا لكم لا تصدّقوا أكذوبة الفصل بين السياسي والدعوي ..وصدّقتم ..


وقلنا لكم إن رواسب الحقد على التراث والمرجعيات والهويّة والتربية الروحية تختفي تقيّة لتعود في تمظهرات أخرى لأنّها متغلغلة في أعماق أصحابها ..
من نسي محاولات استجلاب شيوخ الوهابية ؟..ومن نسي استعمار المساجد ؟..ومن نسي انتشار كتب الوهابية ؟..ومن نسي هدم ثوابت المدرسة الفقهية المالكية ؟..ومن نسي مساعي تعطيل الاحتفالات بالمناسبات والأعياد الدينية على غرار المولد النبوي الشريف؟ ..ومن نسي حرق عشرات مقامات وأضرحة الأولياء والصالحين ؟..ومن نسي الخيمات الدعوية؟ ..ومن نسي الدمغجة والتسفير؟..ومن نسي الجمعيات الدينية المشبوهة؟ ومن نسي استحمار شبابنا ؟..ومن نسي كلّ صور التخريب الفكري من تنظير وتكفير وتفجير ؟..
فنحن لم ننس كلّ هذا وغير هذا ولن ننسى ...
وآخر تمظهرات هذا العداء لكلّ ما هو أصيل ومرجعي لدينا في هذه الربوع تأتينا صورة شيخة بلدية تونس النهضاوية الإخوانية وهي مستبشرة بإسقاط لافتة وشطبها بالدهن الأحمر تعنون نهجا في العاصمة يحمل إسم الشيخ ابن عربي وما أدراك ما ابن عربي ..
وهي تصفّق زهوا وتلتقط الصور وتزيل الستارة الحمراء معوّضة لافتة «نهج ابن عربي» بلافتة «نهج صربيا»
وهي لا تختار لافتة تحمل أرقاما مثلا أو أسماء نباتات أو ورود أو غير ذلك من المسميّات التي لا تحمل رمزية كبرى ولا دلالة معيّنة ..بل تختار من كلّ اللافتات المنتشرة في تونس لافتة واحدة فقط تحمل إسم الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي بما يحمله هذا الحبر من رمزية ..لتزيلها بمنسوب من سوء النيّة وفساد الطويّة وحقد الوهابية على التصوّف ورجاله والمعرفة وأبطالها والعلم وأفذاذه ...
لمن يحبّ أن يعرف فالشيخ محيي الدين بن عربي هو الأندلسي الشهير من أشهر أهل التصوّف لقّب «بالشيخ الأكبر»، ولذا تُنسب إليه الطريقة الأكبرية الصوفية. ولد عام 558 هـ وتوفي في دمشق عام 638هـ . ودفن في ضريح نافح مهيب سفح جبل قاسيون.
لقب أيضا بألقاب عديدة، منها: الشيخ الأكبر، ورئيس المكاشفين، البحر الزاخر، بحر الحقائق، إمام المحققين، محيي الدين، سلطان العارفين...وخلّف العديد من المؤلفات منها :
• كتاب «تفسير ابن عربي» للقرآن.
• كتاب «الفتوحات المكيّة»، المكوُن من 37 سفر و560 باب..الذي وُصف بأنه من النصوص الصوفية الموغلة في التعمّق
• كتاب «فصوص الحكم» الذي أثار جدلا ً كبيراً في وقته ولازال مصدرا ً للجدل.
• ديوان «ترجمان الأشواق»
• كتاب «شجرة الكون»، يتحدث فيه عن الكون مشبها ً اياه بشجرة أصلا كلمة «كٌن»
• كتاب «اليقين» الذي تناول موضوع اليقين الذي حير عديد من فلاسفة ذلك العصر .
إسم من هذه فضائله ومن هذا رصيده ومن هذا إشعاعه يزال ويستبدل باسم «صربيا» ..
من حقّ الشيخة ومصالح بلديتها تسمية الأنهج بما يرونه صالحا لكن ليس من حقّها أن تسقط إسم بن عربي ..فلا يمكن تفسير هذه الحركة إلاّ بفهم واحد لا ثاني له ...شيوخ الوهابية يواصلون مساعيهم لطمس شيوخ المرجعية وشيوخ الهويّة ولكنّهم سيفشلون مادام في هذا الوطن من النيّريين والغيورين على رموزنا وعلى أصولنا من كلّ المنبتّين والمجتثين .. وسيظلّ اسم الإمام الأكبر والشيخ الأكبر منقوشا وحيّا فينا ..كلّ قلوبنا له أنهج وشوارع وقرى ومدن..

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115