في جودة عالية وأثمان رخيصة إن لم نقل بالمجان لتغزو المكتبات والمعارض وكذلك رفوف الجوامع والمساجد وتستبدل بكتب القرآن بقراءات أخرى غير القراءة التونسية خاصة قراءة قالون عن نافع وتستبدل كتب الفقه المالكي بفقه لقيط وعقيدة الأشاعرة بعقيدة التجسيم والتناقض...
صحيح أن الدولة تمكنت من استرجاع السيطرة على أغلب المساجد وصحيح أن وزارة الشؤون الدينية بعزلها لرؤوس الوهابية والتخلص من سمومهم قطعت شوطا كبيرا في عملية الإصلاح بيد أنها لم تسترجع السيطرة على مكتبات المساجد ورفوفها ولا على عقول عدد من التونسيين من الشباب المسلوب الإرادة والوعي ..
نعم هذه الحقيقة فكتب الوهابية أضحت هي المصادر والمراجع المعتمدة التي غزت مكتبات الجوامع ورفوفها ومنها تتحول إلى غزو العقول، لذا فإنه لا بد من الانتباه لخطورة وجود هذه الكتب في مكتبات الجوامع ولا بد أن يحسم أمرها من لدن وزارة الشؤون الدينية بمراقبة محتويات مكتبات المساجد والجوامع والتخلص منها إتلافا وإبعادا...
قد يرى البعض في إثارتي لهذه الإشكالية نوعا من قمع الحريات وإقصاء الفكر، قولوا ما شئتم المهم أن تتأكدوا من خطورة هذه الكتب كلّما طال مكوثها في الجوامع فهي كالوباء الفتّاك والسرطان المدمر...
فالمعاملة لا بد أن تكون بالمثل فهل ترون أن أهل المذاهب الأخرى وخاصة في دول الخليج منهم من يقبل وجود كتبنا ومؤلفات علمائنا في مكتبات جوامعهم... إنه الحلم الذي لن يرى النور لا يقظة ولا حلما...
لذا أكرر التنبيه فلا بد من حملة على هذه الكتب وإبعادها والتصدي لها وتعويضها بكتبنا...
كلنا ندرك قيمة الكتاب وندرك أن التونسي لا يطالع إلا القليل ممن ينصب على مطالعة الكتب الدينية المستوردة وندرك مشروع الوهابية في غزو العقول وسعيهم للثأر من بلادنا بلاد الزيتونة التي دحض علماؤها مزاعم وهابية الشؤم... ندرك مشروعهم التحطيمي بكل الوسائل ولعل من أبرزها الكتب ولعل ما يراه الحجيج من كتب وإغراءات لتسلمها مجانا كلما كان تواجدهم في السعودية إلا دليل على مراهنة الوهابية على نشر فكرها من خلال هذه الكتب التي توزعها في ديارها لزائريها حتى يكونوا هم المسوّقون لها بأنفسهم وكذلك بإدخالها برا وبحرا وجوا لغزو الجوامع والعقول وتقسية القلوب بالترهيب وإلهاء التونسيين عن مشاغلهم الحقيقية وحادثة ال 25 طن من كتب التكفير والتقتيل التي تم ضبطها في إحدى مدن الساحل تبقى دليلا حيا,,,اخرجوا كتب الوهابية من جوامعنا...