للحديث بقية السودان ...بين الكارثة الإنسانية ومخاطر التقسيم

يعيش السودان على وقع حرب دموية دفع ثمنها السودانيون

من دمائهم وحاضر أبنائهم ومستقبلهم . فحتى اليوم لم تهدأ العمليات العسكرية بين طرفي الصراع بدعم خارجي . وخطر الانقسام وتفتيت البلد بات أكبر من أي وقت مضى رغم محاولات بعض الدول رعاية هدنة بين الجيش وقوات الدعم السريع.

فقد أكد وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي ، امس الأربعاء، على دعم بلاده الكامل للشعب السوداني ، والتزامها بمواصلة جهودها الرامية لتحقيق الاستقرار والسلام في السودان .ويتصدر الوضع في مدينة الفاشر المباحثات الجارية لإقرار هدنة إنسانية شاملة تتيح دخول المساعدات الإنسانية وتخفيف المعاناة عن المدنيين . وتولي مصر أهمية كبرى للوضع في السودان باعتبار امن البلد جزءا لا يتجزأ من أمن واستقرار المنطقة.
وتبادل طرفا الصراع في السودان الاتهامات بارتكاب "مذابح" راح ضحيتها مئات المدنيين في وسط وغربي البلاد .فالاعدامات الميدانية باتت الوجه الآخر لصراع أدمى حياة السودانيين وحول الثروات الطبيعية والمعادن الهائلة التي تحتويها مدن الصراع الى نقمة .
وتعتبر الأمم المتحدة بان الوضع الإنساني في السودان هو اليوم الأسوأ في العالم ككل مع تواصل هذا الصراع الدموي منذ افريل 2023 بين الحاكم الفعلي للبلاد عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق محمد حمدان دقلو حميدتي، قائد قوات الدعم السريع.
واتهمت شبكة أطباء السودان، امس الأربعاء، "قوات الدعم السريع" بتصفية جميع المرضى بمستشفيات مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور غربي البلاد.
ودعت "الأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، ومجلس الأمن، وكل المنظمات الحقوقية في العالم إلى كسر حاجز الصمت والتحرك الفوري لحماية من تبقّى من الكوادر الطبية والمرضى والمدنيين العزل في الفاشر".
وقد وصلت حصيلة قتلى هذه الحرب الى نحو 20 ألف شخص، فضلا عن أكثر من 15 مليون نازح ولاجئ، وفق تقارير أممية ومحلية، بينما قدّرت دراسة لجامعية أمريكية القتلى بنحو 130 ألفا. وحتى اليوم لم تجد المناشدات الخارجية من عديد المنظمات على غرار التعاون الإسلامي وغيرها أي آذان صاغية لوقف الصراع . وأحدثت صور الانتهاكات والجرائم موجة غضب عارم وسط مخاوف من ان تكون السيطرة على الفاشر ليست الا مرحلة جديدة من حرب طويلة لن تهدأ قبل تحقيق اطراف الصراع وداعميهم الخارجيين مخططهم الشامل لتقسيم وتفتيت السودان.
فالحرب دخلت مرحلة جديدة في السودان وسط تحذيرات من توسيع رقتها لتمتد الى مناطق أخرى ليصبح الانقسام واقعا مرا بين شرق وغرب البلاد في ظل غياب أي تسوية سياسية شاملة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115