متى يتوقف «نزيف العنف» ضد المرأة؟

في هذه الايام و نحن نحتفل بعيد المراة تواترت الاخبار من العديد من انحاء العالم عن وقوع تجاوزات و خروقات في حق المراة. لعل الواقع القضائي يقدم لنا ادلة علي ذلك. منذ قرابة الثلاث سنوات تم تسجيل جريمة من ابشع الجرائم ذهبت ضحيتها امراة. «تفنن» القاتل فــي ما يقوم به.

تم القبض عنه قضي في حقه .. بالسجن لفترة لا تتجاوز 45 شهرا خصوصا و ان العائلة قد اسقطت حقها في التتبع. تحرك المجتمع المدني اللبناني و انتهي الامر برفع القضية امام محكمة التمييز( التعقيب عندنا) و يوم الثلاثاء القادم يصدر القرار الحاسم...
موعد ينتظره العديد من الجمعيات الحقوقية و من الناشطين في المجتمع المدني اللبناني. يوم الثلاثاء المقبل تنتهي حسب جريدة الاخبار اللبنانية مهلة بتّ طلب قبول تمييز الحكم المُخفَّف الذي أصدرته محكمة جنايات بيروت في 14 جويلية الماضي بحق قاتل م. ع الذي قضى في حقه بالسجن لمدة 45 شهرا قضي منها إلي حد الآن 30 شهراً.

الفرصة الأخيرة حسب المصدر «لتمييز الحكم تحملها النيابة العامة الاستئنافية في بيروت - بعد إسقاط أهل م. الدعوى- من أجل فسخ الحكم وإعادة المحاكمة. «لذلك، تدعو منظمة «كفى» إلى وقفة احتجاجية ثانية أمام قصر العدل يوم الثلاثاء المقبل للضغط على النيابة العامة لتمييز الحكم، بعد مرور 3 أسابيع على الوقفة الاحتجاجية الأولى وأكثر من أسبوع على إرسال المجلس النسائي اللبناني عريضة مطلبية تضمّنت تواقيع 157 جمعيّة من دون أي استجابة

ذكر الحكم ان تقرير الطبيب الشرعي افاد بأن م .عانت جراء الضرب المبرّح من كدمات في الجبين والعينين والخدين وجرح بعرض 7 سنتم في الفم، وجروح في الكتفين والرقبة والثديين والخاصرتين والمؤخرة وأصابع اليدين، كما أقدم المجرم على سحلها من شعرها ورماها بطنجرة الضغط، ليقوم أخيراً بامتصاص الدم من فمها وبصقه في وجه والدتها.

إلّا ان الحكم الصادر عن محكمة جنايات بيروت تفهّم كل هذا على أنه «ثورة غضب». فقد اعتبر القضاء في حكمه أنّ المجرم يستفيد من المادة 252 من قانون العقوبات، التي تنص على أنه «يستفيد من العذر المخفّف فاعل الجريمة الذي أقدم عليها بثورة غضب شديد ناتج عمل غير محق وعلى جانب من الخطورة أتاه المجني عليه...

وعليه إذا لم يتم تمييز الحكم فلن تُعاد محاكمة القاتل، كما يقول بيان «كفى»، والنتيجة ستبقى على حالها إذ يُعدّ الحكم مبرماً. ما يعني أن هذا الشخص الذي أمعن في تعذيب زوجته على مدى سنين وعلى مدى الساعات السبع الأخيرة من حياتها، سيخرج بعد سنة وبضعة أشهر لينعم بالحرية؛ .....

صورة من أبشع صور العنف ضد المرأة التي لا تزال في العديد من المجتمعات و البلدان ضحية تنتهك حقوقها و تمتهن بشكل يندى له الجبين .. مثلما هي تفاصيل المأساة التي ترويها لنا هذه القضية...

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115