لعلّ آخرها كانت محاولة حقن تلميذة في ولاية تطاوين كذلك تلميذة أخرى بسيدي بوزيد، وقد أصبحت هذه المسألة مثيرة للكثير من التساؤلات حول المجموعات التي تقوم بهذه «الجريمة» كذلك الهدف منها خاصة وأنها تستهدف الفتيات دون سواهم إلى حدّ الآن.
وقد جدّت أولى حالات الحقن بتاريخ 7 جانفي الجاري وعاشت على وقعها إحدى المدارس بجهة نفطة التابعة لولاية توزر حيث أقدمت امرأة ملثّمة على استدراج طفلة الثماني سنوات عندما كانت تستعد للعودة إلى منزلها وقامت بحقنها بمادة مجهولة الأمر الذي تسبب في تعكّر حالتها الصحية نقلت على إثرها إلى المستشفى لنلقي العلاج اللازم واخذ عيّنة من الدم لتحليلها.
وفي الوقت الذي كان فيه الجميع يظنّون أن الحادثة معزولة تكررت الحادثة في عدد من المدارس في ولاية تونس والمهدية وتوزر وقفصة وسوسة ليبلغ عدد الفتيات اللاتي تم حقنهن عنوة بمادة مجهولة 7 حالات هذا وقد شهدت إحدى المدارس بولاية تطاوين مؤخرا حادثة مماثلة تم إحباطها وإيقاف نفرين كانا على متن شاحنة قرب مؤسسة تربوية من قبل الوحدات المدنية التي تحوّلت على عين المكان بعد أن بلغتها معطيات عن الاشتباه بمحاولة حقن. وقد تعهدت بالملف الفرقة الجهوية المختصة في جرائم العنف ضدّ المرأة والطفل التي وبعد مراجعة النيابة العمومية قامت بالتحرير على الشخصين واتخاذ الإجراءات اللازمة في شانهما وفق بلاغ وزارة الداخلية الذي جاء فيه أيضا أنه تم سماع الطفلة القاصر وذلك بحضور والدتها والمندوب الجهوي للطفولة وأخصائية نفسية وقد أفادت بأنها لاذت بالفرار حالما شاهدت حقنة بيد أحد النفرين اللذين تم إيقافهما.
مع مواصلة الأبحاث في قضية الحال بتفتيش سيارة المشتبه فيهما لم يثبت ضلوعهما في شبهة حقن التلميذة وذلك وفق ما أكده الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بتطاوين قاسم ميزقار لـوكالة تونس إفريقيا للأنباء هذا وقد أفاد مصدر امني في تصريح إذاعي انه تم الاحتفاظ بأحد المتهمين بعد الاشتباه في تعاطيه لمواد مخدرة مشيرا إلى انه ينتظر أن يخضع للتحاليل اللازمة
من جهة أخرى شهدت ولاية سيدي بوزيد حالة مشابهة، حيث أفادت تلميذة بإحدى المدارس الإعدادية أن هناك مجموعة حاولت استدراجها وحقنها بالقوّة ولكن عند صراخها لاذ عناصر تلك المجموعة بالفرار وقد تم فتح بحث في الغرض من اجل تحديد هوياتهم ولا تزال الأبحاث جارية وفق ما أكده جابر الغنيمي
الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بسيدي بوزيد
ولم تثبت التحاليل التي أجريت على هؤلاء الأطفال وجود مادة سمية، في انتظار مواصلة التقصي والتحليل للكشف عن الخفايا العملية لهذه الحقنة وما إذا كانت تحتوي على مواد جرثومية، وتستغرق هذه التحاليل بعض الوقت.
مع تكرر حوادث الحقن بمادة مجهولة تستهدف التلميذات أصبحت المسألة مثيرة للقلق ويجب متابعتها بصفة دقيقة خاصة وأن الضحايا من الاطفال الذين يعتبرون من الفئات الهشّة والضعيفة التي يسهل استهدافها باستعمال طرق الترهيب والتخويف وبالتالي على الجهات الأمنية والقضائية الوقوف وقفة حازمة لمعرفة حقيقة هذه الوقائع.