وذلك بعد العثور على جثّة نقيب بالحرس الوطني معلّقة في احدى غرف منزله بالجهة وأمام هذه الوفاة المسترابة تعهّدت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية بهذا الملف وأذنت بفتح تحقيق قضائي للوقوف حول الأسباب الحقيقية للوفاة خاصة وأن المعني بالأمر يعتبر من بين المبلغين عن ملفات فساد وتوجد شكوك بأنه تعرض للقتل.
تتمثل حيثيات الواقعة التي جدّت أطوارها بتاريخ 16 جانفي الجاري في عثور فرقة الأبحاث والتفتيش التابعة للحرس الوطني ببئر بورقبة من معتمدية الحمامات على النقيب محسن العديلي جثّة هامدة معلقة وذلك بعد أن تخلّف الفقيد عن عمله الذي من المنتظر أّن يلتحق به بعد مكالمة هاتفية جمعته برئيسه.
وقد تحوّل ممثل النيابة العمومية رفقة قلم التحقيق بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية الراجعة بالنظر الترابي لمكان الحادثة إلى منزل النقيب أين تمت معاينة الجثّة والإذن بنقلها إلى المستشفى وعرضها على الطب الشرعي لتشريحها والوقوف على الأسباب الحقيقية للوفاة في انتظار التقرير المفصّل، وتم من جهة أخرى الإذن لأعوان الفرقة المركزية للحرس الوطني بالعوينة بمباشرة الأبحاث الأولية والقيام بما يلزم من تساخير فنية واختبارات علمية للتثبت من أسباب وفاة الهالك، خاصة وأنه قبل ساعات من الحادثة كان قد اتصل برئيسه في العمل وتحديدا على الساعة الحادية عشرة قبل الظهر واعلمه بضرورة توفير بعض التجهيزات الإدارية له إلى حين وصوله لكنه لم يلتحق بعمله وفق ما أفاد به حسام الدين الجبابلي الناطق الرسمي باسم الإدارة العامة للحرس الوطني.
وقد أثارت هذه الحادثة جدلا واسعا خاصة وأن الهالك كان قد تلقى استدعاء من قبل قلم التحقيق الأول بالمكتب التاسع بالمحكمة الابتدائية بتونس 1 (القطب القضائي الاقتصادي والمالي) للمثول أمامه أمس الاثنين 17 جانفي الجاري بصفته شاهدا في إحدى قضايا الفساد الكبرى المتعلقة بإسناد رخص تاكسي إلى إرهابيين وموتى كان قد بلّغ عليها النقيب محسن عديلي، من جهة أخرى كشف الإعلامي زهير الجيس أن الهالك اعلمه منذ فترة بأنه يتلقى تهديدات بالقتل وقال له حرفيا «باش يقتلوني ومستحيل يخلوني حي...» الأمر الذي جعل الجيس يطالب بحماية أمنية لهذا الأخير باعتباره مبلّغا عن الفساد.
من جهة اخرى علّقت نوال المحمودي عن الحادثة في تدوينة لها على صفحتها الخاصة فقالت «إلى أعلى سلطة في الدولة ليست هنالك أولوية أهم من ملفات المبلغين عن الفساد..لم لا تحمي الدولة المبلغين ولا تستمع لهم ،الله يرحم النقيب محسن عديلي خدم على ملفات خطيرة وكبيرة، اليوم في مرمى النار وصفحات التشويه.ان ثبت قتله فالقصاص..لم توفير الحماية الأمنية لمن هب ودب وتنكرونها على المبلغين وحتى من له قرار حماية..كل مبلغ يموت سيكون في رقبة من لم يحمه ومن لم يستمع له في كل أجهزة الدولة التي تملصت من المبلغين ،ننتظر..من وراء عدم حماية المبلغين في جميع الأسلاك..ناداكم وقال سيقتلونني....للأسف كما جميع المبلغين عن الفساد يبدأ بالتهديد وينتهي بحياتنا من يكلفونهم بحمايتنا لا ينفذونها ويقلك تتوهم، لم يقدر على المواجهة وعرض حياته للخطر إلا المبلغين وما يتعرضون له في رقبتكم أمام الله والقانون». وتساؤلت المحمودي فقالت «لم كل محاضرنا في التهديد والهرسلة وغيرها ترقد ولا يتم إيقاف أحد وكأن المعتدين سراب؟..كان قتلوه ،فمن؟ وكان انتحر،فلماذا ؟
كان من المفترض أن يمثل اليوم كشاهد في قضية فساد كبرى: وفاة مسترابة لنقيب بالحرس الوطني.. والنيابة العمومية تتعهد بالملف
- بقلم نورة الهدار
- 12:59 18/01/2022
- 797 عدد المشاهدات
عاشت منطقة بئر بورقبة التابعة لمعتمدية الحمامات في نهاية الأسبوع المنقضي على وقع حادثة أثارت جدلا واسعا،