توسّعت دائرة المخاوف من أن يضرب هذا الوباء أماكن أخرى تعرف بكثافة التواجد البشري فيها على غرار السجون التونسية،فماهي الإجراءات المتخذة من قبل الإدارة العامة للسجون لحماية منظوريها من أعوان وإطارات وكذلك الإجراءات الوقائية الخاصة بالمساجين،عن كلّ هذه النقاط تحدثنا مع سفيان مزغيش الناطق الرسمي باسم الإدارة العامة للسجون والإصلاح.
من بين الإجراءات التي اتخذت في المرحلة الأولى من ظهور الفيروس منذ أكثر من خمسة أشهر التخفيف من نسبة الاكتظاظ في السجون وذلك من 23.500 سجين تقريبا إلى 17.703 سجينا إلى غاية 22 افريل المنقضي اي بما يقارب خمسة آلاف سجين وذلك عن طريق العفو سواء الرئاسي بمناسبة عيد الاستقلال في مارس المنقضي أو العفو التكميلي للحدّ من الاكتظاظ وتوقيا من الفيروس.
وفي ظل الانتشار السريع لفيروس كورونا المستجدّ والانتقال إلى مرحلة العدوى المجموعاتية رفّعت الهيئة العامة للسجون من درجة اليقظة توقيا من دخول هذا الفيروس إلى المساجين أو الأعوان أو الإطارات سواء منها العاملة فيها أو في الهيئة وفق ما أكده سفيان مزغيش الناطق الرسمي باسم الإدارة العامة للسجون الذي أوضح أن الهيئة العامة للسجون مواصلة في نفس الإجراءات السابقة وقال في هذا السياق « لم نسجل إلى حدّ اليوم أية إصابة في صفوف المساجين سواء المودعين الجدد أو القدماء وقد تم تخصيص سبع فضاءات عزل خاصة بالموقوفين الجدد وذلك حسب الأقاليم بالإضافة إلى فضاءين آخرين على عين المكان من بينهما فضاء بسجن النساء بمنوبة خاص بالسجينات الجدد ،كما تم الترفيع في فترة العزل
من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع وذلك في إطار مزيد من التوقي خشية أن تظهر أعراض الفيروس بعد فترة العزل المقدرة بـ14 يوما ،إذ يقوم الطبيب المختص بمتابعة تلك الوضعيات بصفة مستمرة إلى حين التأكد من عدم حملها للفيروس،هذا إلى جانب عمليات التوعية والتحسيس التي تقوم بها الهيئة من خلال الومضات الإشهارية».
نفس إجراءات التوقي يتم اتخاذها في الفضاءات المشتركة إذ يتم التعقيم والتطهير يوميا إلى جانب توفير الكميات المطلوبة من مستلزمات التنظيف والتوقي وحفظ الصحة من كمامات وسائل مطهر بالإضافة إلى وضع آلات تعقيم في كل مداخل القاعات السجون.
من جهة أخرى تحدث مزغيش عن إجراءات خاصة بالأعوان والإطارات العاملة في السجون وفي الهيئة العامة وقال في هذا الخصوص» لدى الأعوان البروتوكول الصحي الذي تم إمضاؤه مع وزارة الصحة والمتعلق بإجراءات التوقي وقد تم توفير كلّ المستلزمات من آلات قيس الحرارة إلى تعقيم الرجلين والأقنعة الواقية لحماية الأعوان لأنفسهم ولغيرهم من العدوى فنحن مسؤولون على صحة المودعين،كما تقوم التفقدية التابعة للهيئة العامة للسجون بعمليات الرقاية المستمرة للوقوف على مدى الالتزام بإجراءات التوقي وذلك في إطار التوعية والتحسيس أكثر بعيدا عن القرارات الزجرية»
هذا وكشف محدثنا عن وجود خلية أزمة صلب الهيئة العامة للسجون تعمل باستمرار من اجل الوقوف على حسن سير عمليات التوقي والحماية من فيروس كورونا سواء في السجون أو في صفوف الإطارات والأعوان،إذ تم التفطن منذ فترة إلى وجود إطار سام يعمل بالمقر المركزي للهيئة العامة للسجون والإصلاح يحمل الفيروس وبعد إجراء التحاليل اللازمة التي أثبتت ذلك خضع للحجر الذاتي وتم إخضاع ثمانية أعوان من الذين تعاملوا معه إلى الحجر الذاتي قبل أن تثبت سلبية التحاليل المجراة عليهم. كما قال مزغيش « تعمل هذه الخلية باستمرار لرصد الصعوبات أو النقائص التي قد تعترض الهيئة كالنقص في التجهيزات أو مستلزمات النظافة والتطهير والتعقيم وغيرها، وأكد على أن الهيئة العامة للسجون
والإصلاح حريصة على تطبيق البروتوكول الصحي وذلك باتخاذ إجراءات الحيطة والحذر من تعقيم وإجبارية وضع الكمامات وغيرها» ، وبعث سفيان مزغيش برسالة طمأنة للرأي العام قال فيها إن «الوضع الصحي العام داخل السجون وفي صفوف الأعوان والإطارات مستقر وان الهيئة تقوم بتطبيق كافة الإجراءات والتدابير».