فاجعة وفاة 15 رضيعا تضع قطاع الصّحة تحت المجهر: «ملفات فساد بالجملة لدى القضاء وقطاع الصّحة العمومية تنقصه الحوكمة»

في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات الإدارية والقضائية يتواصل الجدل حول فاجعة وفاة الولدان الذي ارتفع

عددهم من 12 إلى 15رضيعا في كل من مستشفى الرابطة ووسيلة بورقيبة،ملف صادم ومشاهد مريعة تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي لأولياء يحملون جثث فلذات أكبادهم في «كرذونة» حادثة دقّت ناقوس خطر غول الفساد الذي ينخر قطاع الصحّة العمومية ويتقاطع مع القطاع الخاص،اختلاس،استيلاء على أموال وأدوية من مستشفيات،تدليس،بنج فاسد،لوالب قلبية منتهية الصلوحية،كلّ هذا وأكثر موجود في قطاع الصحّة العمومية الذي تداول عليه خمس وزراء صحّة في ظرف ثلاث سنوات فقط دون أن ننسى المديرين العامين،والنتيجة خور وفساد من الوزن الثقيل مسكوت عنه.في هذا السياق اتصلنا بمفيدة بلغيث مستشارة بالهيئة الوطنية لمكافحة الفساد.

المؤشرات الأولية تفيد بان سبب هذه الفاجعة هو تعفّن وفق ما أعلنت عن ذلك وزيرة الصحة بالنيابة سنية بالشيخ وذلك في انتظار ما ستسفر عنه أعمال لجنة التحقيق،علما وان أحد عضواتها تم إعفاؤها مؤخرا لوجود تضارب في المصالح.

«قطرة أفاضت الكأس»
الصّحة قطاع حساس ودقيق بما أن الأمر فيه يتعلّق بحياة الأشخاص وهو ما يتطلب الكثير من اليقظة والحكمة في التسيير،ولكن هذه المبادئ يبدو أنها غائبة في هذا القطاع الذي تناوب على تسييره خمسة وزراء تقريبا في غضون ثلاث سنوات والنتيجة فساد يستشري من سنة إلى أخرى وبطرق مختلفة ولكن كلّها تشترك في إضعاف القطاع والإضرار بالمواطن،ملفات فساد مالي وإداري مفزعة لم تمح من ذاكرة التونسيين بعد أشهرها ملف اللوالب القلبية منتهية الصلوحية،ملف البنج الفاسد،سرقة الأدوية ،كلّ هذه الملفات وغيرها ضمّنتها الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في تقريرها السنوي 2016 ونظيره لسنة 2017،وذلك بعد أن أجرت سلسلة من أعمال البحث والتقصي.كما ضمّنت في التقريرين جملة من التوصيات.

ملفات الصحّة العمومية تحت المجهر
فاجعة وفاة 15 رضيعا ومع الغموض الذي يكتنف العدد الحقيقي والنهائي للضحايا وللأسباب الحقيقية وراء وفاتهم تضع قطاع الصحّة العمومية تحت المجهر فكفى شعارات وركوبا على الأحداث لتحقيق مصالح انتخابية وكفى من وابل البيانات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ،فلا بد من تشخيص الوضع بدقّة وإيجاد حلول جذرية توقف نزيف الفساد الذي يفتك بهذا القطاع ،عن هذه النقاط تحدثنا مع مفيدة بلغيث مستشارة بالهيئة الوطنية لمكافحة الفساد التي قالت في تصريح لــ«المغرب» لأن «ما حدث في مستشفى الرابطة ووسيلة برورقيبة كارثة مما لا شكّ فيه وهذا نتيجة غياب الحوكمة في المستشفيات وغياب المعايير التي تحترم طرق سير وتوزيع الأدوية ،فالمسؤولية اليوم جماعية من اجل وضع استراتيجيا واضحة لرفع الضبابية التي تخيّم على قطاع الصحّة العمومية « هذا وأضافت بلغيث «الهيئة أحالت العديد من الشكايات على القضاء تتعلّق بقطاع الصحّة من أبرزها ملف سرقة الأدوية بمصحّة العمران،تجاوزات بمصلحة الفوترة في مستشفى القصرين والشبهة تحوم حول متصرّفة بالمصلحة،شبهات فساد بإحدى المستشفيات الجامعية ،الاستيلاء على أدوية من مركز الصّحة الأساسي بالشريفات من ولاية نابل،سرقة مادة الكيتامين المخدّرة من الصيدلية المركزية،بالاضافة الى شبهات الفساد التي طالت عددا من المستشفيات المحلّية على غرار قرمبالية، اريانة وذلك بالاستيلاء على كمّية من الوقود وكذلك على المعاليم المتأتية من تسجيل المرضى، هذه الملفات هناك عدد منها أحيل على النيابة العمومية التي فتحت تحقيقات البعض منها أسفر عن موقوفين».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115