أرشيف الأربع سنوات عمل: هيئة الحقيقة والكرامة لـم تسلّمه بعد،حديث عن نسخة ثانية مكانها مجهول وتساؤلات بالجملة

مرّ ما يقارب الشهرين على انتهاء عهدتها وتقديم نسخة من تقريرها الختامي إلى رئيس الجمهورية والى اليوم لم تسلّم

هيئة الحقيقة والكرامة الأرشيف الذي بحوزتها والمتمثّل في ملفات الضحايا،محاضر جلسات الاستماع السرّية والعلنية وغيرها من الوثائق الدقيقة إلى الجهة المعنية وهي مؤسسة الأرشيف الوطني طبقا للقانون الأساسي للعدالة الانتقالية،تساؤلات مطروحة وهناك من عبّر عن تخوّفه من تواصل الحال على ماهو عليه وإمكانية التلاعب أو استغلال هذا الأرشيف بطريقة أو بأخرى.من جانب آخر نلاحظ صمتا تاما ومريبا للجهات الحكومية المعنية بهذه المسألة.

هيئة الحقيقة والكرامة تنتظر موعد لقاء مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد لتسليمه نسخة من تقريرها الختامي طبقا لما يقتضيه القانون ،علما وأن الشاهد قد اعتبر في تصريح سابق أن مسار العدالة الانتقالية غير ناجح في تونس ومن بين الأسباب سوء اختيار القيادة.

متى يسلّم الأرشيف؟
منذ سنة تقريبا كان هناك حديث عن مسألة تخزين لنسخة من أرشيف هيئة الحقيقة والكرامة خارج تونس إذ صرّح عضو بالغرفة الوطنية لنقابة الهندسة الإعلامية زياد الصغّاري في مارس 2018 أن الهيئة شرعت منذ شهر جانفي من نفس السنة في تخزين معطياتها على حامل الكتروني خاص لشركة فرنسية، مدير المنظومة المعلوماتية بهيئة الحقيقة والكرامة طارق العجيمي لئن كذّب الجزء الأول من الخبر المتعلّق بإخفاء الأرشيف خارج تونس إلاّ أنه أكّد وجود نسخة ثانية من الوثائق والمعطيات التي بحوزة الهيئة في مكان ما في تونس دون أن يفصح عنه وهذا في حدّ ذاته يطرح أكثر من سؤال،هل هذا القرار أي (تكوين نسخة ثانية من الأرشيف) كان بعلم مجلس الهيئة وبإجماع لمجلسها؟ حسب المعطيات التي توفرت لدينا فإن ذلك القرار كان فرديّا ودون علم المجلس الذي فوجئ بالخبر وبتصريح مدير المنظومة المعلوماتية وليس لبقية الأعضاء علم بمكان تلك النسخة،ما الهدف من الاحتفاظ بنسخة أخرى من الأرشيف هل ستكون وسيلة ابتزاز وتصفية حسابات ما بعد عهدة الهيئة؟ الأرشيف يحال على مؤسسة الأرشيف الوطني بما أنه لم يتم إحداث هيئة للغرض،هذه الخطوة لم تقم بها الهيئة بعد فمتى ستسلّم تلك الوثائق؟ الهيئة لم تحدّد بعد موعدا. ومن قال إن النسخة الثانية ليست موجودة خارج تونس في ظلّ غياب دليل قاطع؟

جلسة استماع
من المضحكات المبكيات في ملف هيئة الحقيقة والكرامة برمّته هو أن حركة النهضة التي كانت الداعم الأكبر والوحيد تقريبا للهيئة اليوم نجدها من بين الأطراف التي تعبّر عن مخاوفها من عدم تسليم الأرشيف إلى المؤسسة المعنية حيث صرّحت يمينة الزغلامي نائبة رئيس لجنة شهداء الثورة وجرحاها بوجود «مخاوف حقيقية» بخصوص أرشيف ضحايا انتهاكات الاستبداد وما قدموه من معطيات شخصية خلال جلسات استماع سرية لهم من قبل هيئة الحقيقة والكرامة وفق تعبيرها ،هذا وأوضحت أنه سيتم الاستماع إلى مدير مؤسسة الأرشيف وذلك في إطار التحري والتقصي بخصوص بعض المعطيات التي قدمت في علاقة بالتلاعب بالمعطيات الشخصية للضحايا، ومنها تصريحات المدير المكلف بالمعلوماتية في هيئة الحقيقة والكرامة في هذا الخصوص.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115