بالأشخاص والاغتصاب فقد قرّر مؤخرا قاضي الأسرة تسليم الأطفال ضحايا الشيخ الموقوف ومن وراءه إلى أوليائهم، قرار أثار الكثير من الجدل خاصة وان المعطيات التي تم تقديمها منذ انطلاق هذا الملف سواء من قبل الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب أو الهيئة الوطنية لمكافحة الاتجار بالأشخاص تفيد بأن أغلب الأطفال كانوا مجبرين حيث انقطعوا عن الدراسة بفرض من آبائهم وأودعوهم في تلك المدرسة بتعلّة حفظ القرآن،فهناك من تحدّث عن مسؤولية الأولياء عمّا حدث لأبنائهم وهذه مهمّة القضاء هو المخوّل له محاسبة كلّ من ثبت تورّطه من قريب أو من بعيد في هذه الحادثة،عملية التسليم انطلقت أمس الثلاثاء 12 فيفري الجاري حضرتها سيدة مبارك عضو الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب وحدّثتنا عنها.
وللتذكير فإن حادثة «المدرسة القرآنية» بالرقاب كان ضحيتها 42 طفلا تتراوح أعمارهم بين 10 و18 سنة تعرّضوا إلى الاعتداءات الجنسية،الضرب بالفلقة، التجويع ،الحرمان من النوم،كما أصيبوا بعديد الأمراض مثل «الجرب»،القلب.هذا وقد تعهّد القضاء بهذا الملف واصدر بطاقة إيداع بالسجن في حقّ المدعو فاروق الزريبي صاحب المدرسة.
تسليم مع متابعة
تطبيقا لقرار قاضي الأسرة بسيدي بوزيد تمت أمس الثلاثاء 12 فيفري الجاري عملية تسليم كلّ الأطفال المودعين بمركز ‘أملي» بحمام الأنف إلى أوليائهم وهو ما يفتح الباب على طرح حزمة من التساؤلات وان اختلفت إلاّ أنها تصبّ كلّها في مصلحة الأطفال وضمان حقوقهم،ماهي الضمانات التي على أساسها تمت عملية التسليم حتى لا تتم إعادة هؤلاء الأطفال إلى مكان كهذا؟هناك تساؤل هل يمكن أن تثق السلطات أو الهيئات المتابعة للملف في الأولياء الذين كانوا وراء انقطاع أبنائهم عن الدراسة وإيداعهم بتلك «المدرسة القرآنية»؟.هنا تحدّثنا مع سيدة مبارك عضو الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب التي عاينت إجراءات التسليم وتحدّثت لـ«المغرب» فقالت «تم تسليم كل الأطفال إلى أوليائهم وانطلقت العملية بداية من الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم أمس عاينت تسليم كل الأطفال أدباشهم الجديدة وتحدثت مع الأطفال حول مستقبلهم عندما يرجعون إلى عائلاتهم تم التسليم بإشراف كافة الأطراف الأخصائية النفسانية ،مندوب حماية الطفولة بن عروس والمندوب الجهوي للمرأة والأسرة والطفولة وكبار السن الذين قاموا بمجهودات كبيرة وكذلك مدير المركز» وحول إجراءات التسلّم قالت محدثتنا «الولي يمضي على وثيقة تسلّم طفله بعد محادثة خفيفة معه حول مزيد العناية بالطفل وعدم إيداعه في مكان غير قانوني مع العلم أن قضاة الأسرة ومندوبي حماية الطفولة سيتابعون الأطفال حسب الاختصاص الترابي وذلك وفق ما جاء في قرار قاضي الأسرة الذي يقضي بتسليم الأطفال لأوليائهم والتخلي لقضاة الأسرة حسب الاختصاص الترابي التعهد بالأطفال في الجهات وهذا قرار إيجابي وأنا من جهتي كعضو في الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب مختصة في الطفولة سأتابع الوضعية لضمان نجاح المتابعة».
ملف يخفي ملفات
هذا الملف الذي خلّف صدمة وذهول التونسيين وإن تم التعامل معه بجدّية إلاّ أن ذلك لا يعني انتهاء المهمّة سواء بالنسبة للوزارات المعنية أو للهيئات مثل الهيئة الوطنية لمكافحة الاتجار بالأشخاص التي تابعت الملف عن كثب ودعت إلى ضرورة فتح الملف الأكبر وهو ملفات تلك الجمعيات التي تنشط تحت غطاء تحفيظ القرآن والأعمال الخيرية ولكن الحقيقة مفزعة ،اغتصاب،ترويع،تخويف،زرع لأفكار التعصّب وفق ما جاء على لسان روضة العبيدي خلال الندوة الصحفية التي عقدتها مؤخرا في الغرض.من جهة أخرى بيّن وزير الداخلية هشام الفراتي خلال جلسة بمجلس نواب الشعب حول ملف الحال أنه توجد 259 جمعية قرآنية منها 15 تقوم باستغلال فضاءات عشوائية لإيواء الدارسين موزّعة على ثماني ولايات وتحتضن 530 شخصا،هذا وأكد الفراتي انه تم اتخاذ 11 قرار غلق في ستّ ولايات لمدراس مشابهة لتلك التي عثر عليها بالرقاب.