هيئة الدفاع «حقائق» مدوّية وصرّحت بمعطيات خطيرة تتعلق بوجود تنظيم سرّي لحركة النهضة له علاقة بالاغتيالات السياسية،كما تحدّثت عن وثائق قضائية مسروقة من ملف قضائي تم حجزها في مدرسة سياقة على ملك المدعو مصطفى خذر وهو ينتمي إلى الجهاز السري المذكور وفق الهيئة وأودعت في أحد المكاتب بوزارة الداخلية أو كما أسمتها الهيئة «بالغرفة السوداء»،هذا المكان تمت معاينته من قبل قاضي التحقيق المتعهّد بالجزء المفكك من ملف اغتيال محمد البراهمي وحجزه منذ نوفمبر المنقضي قبل أن يقوم بنقله والشروع في عملية الجرد الدقيق.
في نفس السياق أعلنت هيئة الدفاع عن ورثة شكري بلعيد ومحمد البراهمي عن نيّتها مقاضاة وزير الداخلية الحالي هشام الفراتي فيما اعتبرته نشرا لأخبار زائفة وإخفاء لملفات ومعطيات،جاء ذلك بعد أن نفى الناطق الرسمي باسم الوزارة وجود ما أسمته هيئة الدفاع بالغرفة السوداء وأن الوثائق الموجودة كانت بالتنسيق مع النيابة العمومية.
انطلاق عملية الجرد
عملية تنقل حاكم التحقيق إلى مقرّ وزارة الداخلية منذ التاسع من نوفمبر المنقضي ومعاينة وجود «الغرفة السوداء» وصف بالخطوة الايجابية من قبل هيئة الدفاع عن ورثة شكري بلعيد ومحمد البراهمي خاصة في ظلّ حديثها في إحدى الندوات الصحفية عن محاولات للاستحواذ على الوثائق الموجودة بالغرفة من قبل حركة النهضة باستعمال سياسة «الترغيب والترهيب» للأعوان المشرفين على حماية المكان.بعد أيام من المعاينة والحجز بتغيير قاضي التحقيق للقفل وحمل كلّ النسخ معه تحوّل بتاريخ 13 نوفمبر 2018 وقام بنقل جميع المحتويات وذلك بالتنسيق مع مصالح وزارة الداخلية. وللتذكير فإن هيئة الدفاع قد صرّحت في وقت سابق أنها ستكون حاضرة أثناء عملية الجرد الدقيق للأكياس التي وجدت في «الغرفة السوداء» حتى لا يتم التلاعب وفق تعبيرها.
قرار الهيئة
انطلق منذ أكثر من شهر قاضي التحقيق المتعهّد بالملف المفكّك المتعلق باغتيال محمد البراهمي في جرد مفصّل لمحتويات «الغرفة السوداء» التي نقلها من مقر وزارة الداخلية،وهنا تجدر الإشارة إلى أن هيئة الدفاع تحدّثت عن عدد من الأكياس البلاستيكية كبيرة الحجم مليئة بالوثائق ،بالإضافة إلى بقايا هواتف جوالة قديمة وغيرها،كمّ الوثائق التي وجدت بـ«الغرفة» يتطلب الكثير من الوقت والجهد من قبل القضاء حتى يتمكّن من استكمال أعمال الجرد خاصة وان الأمر يتعلّق بقضية أثارت جدلا كبيرا،قريبا إذا تبوح الغرفة السوداء بأسرارها التي وصفتها هيئة الدفاع بالخطيرة وان ما كشفت عنه من وثائق يعتبر قطرة من بحر لأنها تمتلك الكثير وستعلن عنه في الوقت الذي تراه مناسبا. ولكن ما لاحظناه منذ فترة هو الصمت المفاجئ ربّما لهيئة الدفاع التي دخلت في هدنة منذ آخر لقاء إخباري لها،لمزيد من التفاصيل والاستفسار تحدّثنا مع رضا الرداوي احد عناصر الدفاع الذي أوضح أن الهيئة اتخذت قرارها بعدم الحديث في هذا الملف في الوقت الحالي،كما تكتم أيضا حول الإجابة عن سؤال ما إذا كانت هيئة الدفاع قد حضرت عملية الجرد لمحتويات «الغرفة السوداء» أم لا فهل يكون الصمت أو الهدوء الاختياري الذي يسبق العاصفة؟.