الوقت الذي تواصل فيه لجنة الدفاع جولتها الجهوية لعقد سلسلة من اللقاءات الإخبارية حول آخر المستجدات حول ما عرف بالجهاز السري لحركة النهضة فإن القضاء فتح بحثا تحقيقيا وصفه الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بتونس سفيان السليطي مؤخرا بالجدي ولكن هذه النقطة أثارت جدلا وخلافا بين لجنة الدفاع والنيابة العمومية ،من جهة أخرى فإن رئيس الجمهورية قد التقى مؤخرا بأرملة شكري بلعيد بسمة الخلفاوي وعضو هيئة الدفاع في الملف علي كلثوم الذي كانت له تصريحات مثيرة في مرافعة تتعلق بالقضية،هنا تطرح تساؤلات أيضا عن مدى تماسك لسان الدفاع في القضيتين.
لجنة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي فجّرت حزمة من المعطيات حول وجود جهاز سري لحركة النهضة وما أسمته بالغرفة السوداء في مقر وزارة الداخلية فيها وثائق مسروقة من ملف قضائي وقد تم حجزها من قبل قلم التحقيق الذي تحوّل على عين المكان وعاين المحجوز في انتظار جرده بطريقة دقيقة ومفصّلة.
خزينة المعطيات
بعد اللقاء الذي جمع الأسبوع المنقضي وفدا من هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي برئيس الجمهورية الذي عقد جلسة لمجلس الأمن القومي تناولت مسألة الجهاز السرّي والمعطيات التي تقدمت بها الهيئة في شكل كتاب،فقد استقبل الباجي قائد السبسي مؤخرا كلا من بسمة الخلفاوي أرملة بلعيد وعلي كلثوم بصفته لسان دفاع في الملف الذي قال بعد اللقاء «تحاورنا حول الملف،أحطناه بالموجود والمنشود أي ما ننتظره من القضاء بعد المعطيات التي دخلت الملف ولدينا معطيات جديدة جدّ مهمة ومفصلية في الملف غير تلك التي قدّمتها هيئة الدفاع عن الحزب وسنعلن عنها في الوقت الناسب»،هيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي بدورها قالت في وقت سابق أنها لا تزال تمتلك حزمة أخرى من المعلومات وصفتها بالأخطر مما سبق،فهل هي نفس المعطيات أم كلّ لديه خزينته؟
بين السياسي والقضائي
في الوقت الذي ينتظر فيه الرأي العام قيام حاكم التحقيق بالمكتب 12 بالمحكمة الابتدائية بتونس بفتح «الغرفة السوداء» مرّة أخرى لجرد كلّ ما تحتويه من أكياس ووثائق مهمّة جردا مفصّلا وما يمكن أن يكشفه من حقائق بين طيّات تلك الأوراق فإن النيابة العمومية من جهتها فتحت تحقيقا تعهدت به فرقة الأبحاث بالعوينة من اجل الوقوف على الحقيقة وذلك بعد تخلي القضاء العسكري عن الشكاية المقدمة إليه من هيئة الدفاع لعدم الاختصاص،ولكن في خضمّ كلّ ذلك هناك عديد التساؤلات التي يمكن طرحها حول مدى تماسك هيئة الدفاع وهل هي تعمل طبقا لاستراتيجيا معينة أم هناك انشقاق وانقسام؟ فبالعودة إلى التسمية هي هيئة الدفاع عن الشهيدين بلعيد والبراهمي أي أنها هيئة موحّدة تتحدث باسم القضيتين ولكن عندما نرى هذه الهيئة تتبرأ من تصريحات علي كلثوم الذي قال أنه سيقدّم شكاية في حلّ حركة النهضة وهو لسان دفاع في ملف شكري بلعيد ،كما أن كلا الطرفين يتحدّث عن معطيات جديد يمتلكها ولقاءات منفردة مع رئيس الجمهورية،كلّ هذه المعطيات تفتح أبواب التساؤل هل هي استراتيجيا للضغط من اجل أغراض سياسية بحتة أم من اجل الحقيقة؟ أم هناك انقسام داخل هذه الهيئة؟ ،هذه الوضعية اعتبرها عديد الأطراف ضغطا على القضاء.