والاحتقان تمّ خلالها حرق سيارة أمنية تابعة لمركز حرس المنطقة وإتلاف العديد من التجهيزات بالمركز من طرف عدد من المحتجين على سير عملية محاكمة شابين من المنطقة بتهمة الاعتداء على معتمد منزل بوزيان أنيس بن عمر.
وحسب ما أكدته مصادر أمنية من مركز حرس منزل بوزيان فإنّ الاحتجاجات انطلقت منذ السابعة والنصف مساء أول أمس بعد تجمّع عدد من الشبان ليقع إثر ذلك رشق المركز والاعوان بالحجارة وبعض عبوات «المولوتوف» ممّا تسبّب في الحرق الكامل لسيارة أمنية وبعض التجهيزات الأخرى خاصة كاميرات المراقبة ممّا اضطرّ الأعوان الى الردّ باستعمال الغاز المسيل للدموع.
كما تعرّض عونا أمن إلى إصابات خفيفة استوجبت إقامتهما بالمستشفى المحلي في الرقاب إثر محاولتهما الخروج من الباب الخلفي للمركز.
وقد انتهت الاحتجاجات حسب نفس المصادر حوالي منتصف الليل عند وصول تعزيزات من الجيش والامن الوطنيين الى منزل بوزيان وتوليها حماية المؤسّسات العمومية في المنطقة.
وبدورهم أشار عدد من أهالي منزل بوزيان الى أن سبب الاحتجاجات واحداث ليلة البارحة هو معتمد الجهة الذي «حاد عن مهمته الموكولة له وتعمّد إثارة الفتنة بين الأهالي وهدّد السلم الاجتماعي بعد نشر محادثات له تخصّ حسابه على الفايس بوك قام خلالها بالتحريض على عدد من الناشطين في المنطقة»، مضيفين أنّه قام برفع قضية ضد اثنين من أبناء المنطقة يتهمهما بالاعتداء عليه بالعنف داخل مقر المعتمدية ورغم مثولهما أول أمس الاثنين أمام المحكمة الابتدائية بسيدي بوزيد إلّا أن ملف التحقيق لم يصل وهو ما ساهم في تعطّل المحاكمة، وطالبوا بالتحقيق الجدّي في هذه القضية والكشف عن الحقيقة الكاملة.
ومن جهتها أصدرت تنسيقية المنظمات الحقوقية بسيدي بوزيد بيانا حذّرت فيه من تفاقم الوضع الاجتماعي المتردّي بمنزل بوزيان وسياسة التسويف تجاه هذه المنطقة وشبابها من قبل السلط الجهوية ودعت قوات الأمن إلى عدم الانجرار الى استعمال القوة المفرطة وخاصة الاستعمال المفرط للغاز المسيل للدموع ومراعاة ظروف العائلات والمتساكنين من الأطفال والشيوخ والمرضى واحترام المدني المسالم والمتظاهر السلمي، حسب نصّ البيان.
وبدوره أكّد انيس ضيف الله والي سيدي بوزيد في تصريح إعلامي أن الاحتجاجات انطلقت منذ يوم السبت الماضي بعد استدعاء شابين من منزل بوزيان للتحقيق بعد قضية قدّمها ضدّهما معتمد الجهة بتهمة الاعتداء عليه بالعنف الشديد وتواصلت الاحتجاجات أول أمس الاثنين لتتطوّر الأمور الى حرق السيارة الأمنية وإخلاء الأعوان للمركز بعد تأمينه.