جيش أجنبي زمن السلم إصدار بطاقة جلب في حق وزير الداخلية السابق ناجم الغرسلي وذلك بعد استدعائه في أكثر من مرّة لسماعه كمتهم ولكنه لم يكن في الموعد لأسباب صحية وفق ما أوضحه لسان الدفاع عنه الذي قال في تصريحات عدّة أن منوبه يعاني من مشكلة على مستوى القلب وقد خضع إلى عملية جراحية وسيخضع لثانية،من جهة أخرى تعذّر على أعوان الأمن تنفيذ بطاقة الجلب نظرا لغياب الغرسلي عن منزله وفقدان هيئة الدفاع الاتصال به وهو ما يفتح الباب على أكثر من سؤال.
وللتذكير فإن المجلس الأعلى للقضاء قد قرر في فيفري المنقضي رفع الحصانة عن وزير الداخلية السابق ناجم الغرسلي وذلك استجابة لطلب قاضي التحقيق العسكري حتى يتسنى له مواصلة أبحاثه علما وان الغرسلي تحوّل من شاهد إلى متهم في قضية الحال ،من جهتها طعنت هيئة الدفاع في قرار رفع الحصانة في انتظار ما ستقرّره المحكمة الإدارية.
انقطاع الاتصال؟
على خلفية إصدار بطاقة الجلب في حق ناجم الغرسلي فقد أعلنت هيئة الدفاع عنه مؤخرا مقاطعتها لقلم التحقيق العسكري المتعهد بالملف وذلك إلى حين بتّ المحكمة الإدارية في الطعن المتعلق بقرار رفع الحصانة وفصل القضاء العدلي في ملف التجريح في القاضي المذكور،ولكن من جهة أخرى نصح صابر بوعطي احد أعضاء لسان الدفاع عن الغرسلي منوبه بعدم تسليم نفسه للعدالة،تصريح من شأنه أن يفتح الباب على الكثير من التأويلات والاستفهامات فهل يستجيب ناجم الغرسلي لنصيحة محاميه ويفرّ من العدالة أم يقرّر مواجهة مصيره بنفسه؟
أما عن خبر فرار وزير الداخلية السابق خارج البلاد فقد أكد بوعطي انه عار من الصحة تماما،في المقابل لم يتم العثور على ناجم الغرسلي في منزله عند توجه فرقة أمنية لتنفيذ بطاقة الجلب،من جهة أخرى فإن لسان الدفاع قد أكد انقطاع الاتصال بمنوبه منذ الأربعاء المنقضي وهنا كلّ الأدلة تصبّ في خانة هروب الغرسلي من العدالة وإمكانية مغادرته للبلاد واردة أو استمرار تخفيه إلى حين،أملا في أن يكون قرار المحكمة الإدارية في صالحه وتعود له الحصانة وبالتالي يسقط مفعول بطاقة الجلب أو أن يبقى بحالة فرار،أما الاحتمال الثالث فهو مثوله أمام القضاء بعد تعافيه وبذلك يفنّد كلّ الاتهامات.
احتماء أم فترة نقاهة؟
في ظل مواصلة عمليات البحث عن السفير السابق لتونس بالمغرب ناجم الغرسلي لتنفيذ بطاقة الجلب الصادرة في حقه من قبل القضاء العسكري منذ 14 مارس الجاري تروّج أنباء عن تواجد الغرسلي في شقّة بالبحيرة تحت حماية امرأة أعمال تلقب «بالسيدة العنكبوت» نظرا لكثرة علاقاتها خاصة مع احد الأحزاب الحاكمة وفق ما جاء في جريدة الشروق مؤخرا،لمعرفة مدى صحّة هذه الأخبار حاولنا الاتصال بعدد من أعضاء هيئة الدفاع عن ناجم الغرسلي ولكن دون مجيب.
من جهة أخرى عبّر صابر بوعطي لسان الدفاع عن وزير الداخلية السابق في إحدى تصريحاته لـ«المغرب» عن استغرابه من قرار إصدار بطاقة جلب في حق منوبه يوما فقط بعد إبلاغ قلم التحقيق بالوضع الصحي للغرسلي وتقديم ملف يفيد إجراءه لعملية جراحية وقد تم التحرير عليهم في ذلك واستجاب لطلبهم بتأجيل عملية الاستنطاق على حدّ تعبير بوعطي.
فإن كان ناجم الغرسلي يرفض المثول أمام القضاء العسكري فقط لأسباب صحية فلماذا غادر منزله وانقطع اتصاله بهيئة الدفاع عنه؟ فهل يدّل ذلك فعلا على احتمائه «بالسيدة العنكبوت» أم هي فترة نقاهة فقط؟.هل أن مقاطعته للتحقيق حقيقته هروب من العدالة؟ وما دامت هيئة الدفاع تقول بأن منوبها بريء فلماذا لا يسلّم نفسه للقضاء أم أنه يستعدّ لمغادرة البلاد؟