وذلك بحضور أعضاء الهيئة المذكورة وعدد من ممثلي المجتمع المدني والشخصيات الوطنية،في هذا الإطار تحدثنا مع روضة العبيدي رئيسة الهيئة الوطنية لمكافحة الاتجار بالأشخاص التي عبرت عن تثمينها لهذه الخطوة ووجّهت رسالة فيها الكثير من الايجابية والتحفيز لبقية الأعضاء حيث دعتهم إلى الحفاظ على نفس الحماس والنسق الذي انطلقوا بهما منذ 9 فيفري 2017 وهو تاريخ تركيز الهيئة وانطلاقها في مهامها.
تم تركيز الهيئة الوطنية لمكافحة الاتجار الأشخاص في فيفري 2017 ومنذ ذلك الوقت تعقد الهيئة المذكورة جلسات عملها في مقرّ وزارة العدل إذ قامت بعديد الدورات التكوينية في مكافحة الاتجار بالبشر لفائدة إعلاميين،قضاة،قضاة تحقيق،ممثلين عن المجتمع المدني وأمنيين.
تاريخ رمزي
اختيار تاريخ 23 جانفي 2018 لتدشين مقرّ الهيئة الوطنية لمكافحة الاتجار بالأشخاص لم يكن اعتباطيا بل له دلالة ورمزية جدّ مهّمة ففي مثل هذا اليوم من سنة 1846 قرّرت تونس إلغاء العبودية لتكون بذلك أول بلد عربي إسلامي يقوم بهذه الخطوة الايجابية.في هذا السياق قالت روضة العبيدي بصفتها رئيسة الهيئة سالفة الذكر في تصريح لـ«المغرب» بهذه المناسبة « اليوم نتمنى أن يكون تاريخا معلوما لكل التونسيين ليس فقط لأنه تم فيه تدشين مقر الهيئة بل 23 جانفي من سنة 1846 تاريخ إلغاء العبودية بتونس وبالتالي اختيارنا لهذا اليوم كان لرمزيته بمناسبة هذه الذكرى». هذا وقد تم بمناسبة تدشين المقر الإعلان عن الرقم الأخضر للهيئة وهو 08104748 إذ اعتبرت العبيدي أن هذا اليوم «سيكون انطلاقة مرحلة جديدة للهيئة التي لم تتوقف عن النشاط منذ تركيزها في 9 فيفري 2017 حيث تكفلت بكل الضحايا التي وردت إشعارات بشأنها (عودة طوعية،إيواء...) ،عديد المكتسبات أيضا منها إعداد الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر التي سيتم اعتمادها في اقرب الآجال،الخطة الوطنية وآلية الإحالة التي من شانها أن تساعد الإعلاميين مثلا على التعامل مع حالات الاتجار بالأشخاص».
«نقاط اتصال في الجهات»
من جهة أخرى أفادت روضة العبيدي في حديثها عن مسار الهيئة الوطنية لمكافحة الاتجار بالأشخاص خاصة بعد حصولها على مقرّ بأنها تستعدّ لوضع نقاط اتصال في الجهات لتمكين الضحايا بها من إبلاغ أصواتهم للهيئة والتواصل معها، وذلك بالتنسيق مع المؤسسات المتواجدة هناك على حدّ تعبير العبيدي التي أكدت أيضا أن فريق العمل سينطلق في الحملات التحسيسية التي أعدتها منذ فترة وهي من شانها أن تعرّف بالهيئة وبمهامها. في سياق متصل فقد وجّهت روضة العبيدي رسالة إلى أعضاء الهيئة دعتهم فيها الى مواصلة عملهم بنفس النسق وقالت «الفريق المكون للهيئة والممثل فيه عديد الأطراف من مجتمع مدني ،إعلام ،وزارات يعمل منذ تركيز الهيئة بنسق تصاعدي وحتى في ظل غياب القانون الداخلي هناك دعم من عديد الوزارات والمنظمات الدولية وكذلك المجتمع المدني التونسي الذي كان حاضرا بقوة فالهيئة ليست فقط 16 عضوا بل هي هيئة كل التونسيين لأن العبودية مش متاعنا ومش متاع تونس».
الإطار الإداري مكتمل
أكّدت روضة العبيدي رئيسة الهيئة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر أن هذه الأخيرة لديها ما يكفيها من إطار إداري للقيام بمهامها الإدارية حيث قالت في هذا الخصوص «لم نقم بانتداب إداريين بل أخذنا من الوزارات عددا من الإطارات سواء صلب آلية الإلحاق أو من وزارة العدل وبالتالي فبالنسبة للإطار الإداري لا إشكال فيه ،أما فيما يتعلق بالاعتمادات سنتحدث عنها لاحقا».
بطاقة المقرّ
مقرّ الهيئة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر يوجد في 5 نهج ابن شرف حي الحدائق وطبقا لما حدّثتنا عنه رئيسة الهيئة روضة العبيدي فهو يحتوي على عديد المكاتب من بينها قاعة مخصّصة للتكوين وقالت في هذه المسألة «قمنا بدورات تكوينية قياسية خلال هذه الفترة وسنواصل ذلك إذ تم تجهيز قاعة صلب المقرّ خاصة بالتكوين الذي سيصبح بصفة شهرية ولفائدة كل الأطراف والجهات وحتى الأشخاص ،هذا ويحتوي المقرّ على جناح لاستقبال الضحايا وسماعهم تتوفر فيه كل المستلزمات لتكون الضحية في وضعية نفسية مريحة وبالتالي يمكن القول ان المقر كامل الأوصاف والشروط».