أن المكتب قام بإنجاز 1219 ملفّا استفاد أصحابها من المحكوم عليهم بعقوبات بديلة غير سالبة للحرية وذلك منذ تاريخ افتتاح المكتب في 23 جانفي 2013 والى غاية 12 ديسمبر 2017.
وأكّد قيس الفريوي على هامش الملتقى العلمي الذي ينظّمه الفرع الجهوي للمحامين بسوسة تحت عنوان: العقوبات البديلة: الإشكاليات، التصورات والانتظارات التشريعية» نجاح التجربة النموذجية لمكتب المصاحبة بسوسة الذي تولّى إنجاز 305 ملفات لفائدة محكومين بمباشرة العمل لفائدة المصلحة العامة و 892 ملف لفائدة متمتّعين بالسراح الشرطي بالإضافة الى 22 ملفا يخصّ أطفال جانحين وقعت إعادة إدماجهم في الوسط العائلي مع مصاحبتهم بإخضاعهم لعملية مراقبة.
وشدد على أن 65 مؤسسة عمومية على غرار المحاكم والمستشفيات والبلديات استفادت من الاشغال التي أنجزها المتمتعون بالعقوبات البديلة والعمل لفائدة المصلحة العامة خلال الفترة المذكورة، مشيرا إلى أن المجموعة الوطنية وفّرت من خلال إنجاز العقوبات البديلة والعمل لفائدة المصلحة العامة مبلغا ماليا بقيمة تجاوزت 698ألف دينار واستفادت بـ 58502 ساعة
عمل تم توفيرها لفائدة الدولة.
يذكر أن التجربة النموذجية لمكتب المصاحبة بمحكمة الاستئناف سوسة تقوم بالخصوص على المراقبة والمساندة والتأهيل وإعادة الادماج وتهذيب سلوك للمحكوم عليه الذي يقضي عقوبة صادرة عن السلطة القضائية يقع تنفيذها في الفضاء المفتوح في إطار مكتب يشرف عليه قاضي تنفيذ العقوبات تحت إشراف الوكيل العام لمحكمة الاستئناف بمساعدة مرافقين عدليين.
وتتمثل العقوبة لفائدة المصلحة العامة وفق نفس المتحدث في تنفيذ برنامج عمل يوازي فيه يوم سجن ساعتي عمل لدى مؤسسة مشغّلة، مشيرا الى أن جملة من العوامل فرضت إقرار العقوبات البديلة وتفعيل العمل لفائدة المصلحة العامة أهمها تفاقم ظاهرة الاكتظاظ داخل السجون التونسية والحد من الأعباء والتكاليف الكبيرة التي تتحملها إدارة السجون، مضيفا أن عجز السياسة العقابية الحالية المتمثلة أساسا في عقوبة السجن عن تحقيق ردع المحكومين كانت من بين الأسباب الداعية لبعث مكتب المصاحبة.
وجدير بالذكر أن برنامج تنفيذ العقوبات البديلة يتمّ في إطار برنامج إصلاح القضاء الذي يدعمه « برنامج دعم إصلاح القضاء» المموّل من طرف الاتحاد الاوروبي والمنظمة الدولية للإصلاح الجنائي.
وقد تمحورت المداخلات المقدمة في هذا الملتقى الذي انتظم بالاشتراك مع محكمة الاستئناف بسوسة والمنظمة الدولية للإصلاح الجنائي حول الإشكاليات التي تعترض لسان الدفاع والقضاة في التعامل مع العقوبات البديلة، وتأكيد أهمية تفادي العقوبات السالبة للحرية ببدائل التتبع في القضايا البسيطة وإفراد العقوبات البديلة بنصوص مستقلة ضمن مشروع تنقيح المجلة الجزائية.