اختيار المكان الذي عقدت فيه أولى الجلسات لم يكن اعتباطيا بل مقصودا وله رمزية فنادي عليسة بسيدي الظريف مكان يرمز إلى الاستبداد والفساد الذي تمارسه العائلة الحاكمة سابقا وفق ما أكدته سهام بن سدرين في احد التصريحات إذ أوضحت أن اختياره كان بهدف تحويله من وكر استبداد إلى مكان تصدح منه أولى الحقائق وقصص الانتهاكات الجسيمة من اغتصاب وتعذيب والقتل العمد وغيرها ،رواها أصحابها بين ألم ما عاشوه وأمل في ردّ جزء من كرامتهم واعتبارهم بعد الثورة وفي ظل ما يسمى بالعدالة الانتقالية وهيئة الحقيقة والكرامة.
جلسات أولى صدح فيها الضحايا نساء ورجالا من مختلف الحقبات التاريخية التي شملتها العدالة الانتقالية بحقائق وحكايات قبرت بداخلهم لسنوات اشترك فيها الضحايا من حيث ما تعرضوا له من ظلم واستبداد ذنبهم الوحيد أنهم عبروا عن مواقفهم وأفكارهم.
الشوط الثاني من الجلسات كان بعد شهر تقريبا من الجلسات العلنية الأولى وتحديدا يومي 16 و17 ديسمبر المنقضي بمقر مركب صندوق الحيطة والتقاعد للمحامين بالمركز العمراني الشمالي وذلك تزامنا مع عيد الثورة إذ خرجت مجموعة أخرى من الضحايا ليسرد كل منهم قصته مع عهد بن علي وبورقيبة فمن بين القصص تلك التي جدت فيما يعرف بأحداث الخبز بالإضافة إلى قصص التعذيب من عسكريي براكة الساحل إلى المنتمين إلى تيار فكري معين وصولا إلى اتحاد الطلبة والقائمة تطول.علما ان هذه الجلسات أيضا لم تسجل حضور.....