عن رئيسة هيئة الحقيقة والكرامة المنتهية مهامها، وتحجير السفر عنها وذلك في اطار القضية المتعلقة بـ"تدليس التقرير النهائي لهيئة الحقيقة والكرامة".
نظرت دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بتونس أمس الأربعاء 19 فيفري 2025 في قضية "تدليس التقرير النهائي لهيئة الحقيقة والكرامة" المحالة فيها رئيسة هيئة الحقيقة والكرامة المنتهية مهامها سهام بن سدرين، وتحديدا في القسم المتعلق برفض مطلب الإفراج المقدم في حقها.
وقد قررت الدائرة الإفراج عن المتهمة مع تحجير السفر عليها. وتبعا لذلك فقد غادرت بن سدرين مساء أمس السجن، وستتواصل محاكمتها بحالة سراح.
6 قضايا في رصيد بن سدرين
سهام بن سدرين محالة في ستة قضايا تحقيقية منشورة كلها أمام القطب القضائي الاقتصادي والمالي. ووفق ما اكده المحامي فتحي الرباعي في تصريح سابق لـ"المغرب"، قد تم سماعها في اغلب القضايا وكل ما يتم استدعائها كانت تصرّ على الحضور رفقة لسان الدفاع عنها من اجل الدفاع عن نفسها حتى في الحالات التي لم يتم فيها تسليم استدعاء للمنوبة". وأكد انه "وبعد أن تمّت نقلة قاضي التحقيق المتعهد بقضايا الحال والذي سبق له وان أبقى بن سدرين في حالة سراح في 3 قضايا تحقيقية، تغير الوضع".
وقال الاستاذ الربيعي أنّ نفس مكتب التحقيق قد تعهّد بالقضية الرابعة، حيث قام توجيه استدعاء الى رئيسة هيئة الحقيقة والكرامة سهام وبن سدرين لسماعها في قضية الحال. وقد مثلت بن سدرين في غرة أوت الفارط أمام قاضي التحقيق مع هيئة الدفاع وذلك في إطار القضية المتعلقة بجرائم "إستغلال موظف عمومي لصفته لإستخلاص فائدة لا وجه لها لنفسه أو لغيره، دون توجيه تهمة تتعلق بتدليس التقرير، لكن تبيّن يوم الجلسة ان النيابة العمومية بالقطب القضائي الاقتصادي والمالي طالبت قاضي التحقيق بتوجيه تهمة التدليس ومسك واستعمال مدلس على معنى الفصول 172 و173و173و174و175و176 و 177 من المجلة الجزائية" وفق تعبيره. وأكد انه "بعد ساعات من الاستنطاق قرر قاضي التحقيق إصدار بطاقة إيداع بالسجن في حق سهام بن سدرين رغم وجود العديد من الاخلالات خلال هذه الجلسة وقد تمّ التنصيص عليها كلها في محضر السماع".
وأوضح محدثنا بانّ سهام بن سدرين محل بطاقة إيداع وحيدة بالسجن على ذمة القضية المتعلقة بـ"تدليس تقرير هيئة الحقيقة والكرامة"، فيما أحيلت في بقية القضايا بحالة سراح مع العلم وانه قد تمّ تحجير السفر عنها في بعض القضايا ووصلت إلى حد اتخاذ إجراء بتحديد الرقعة الجغرافية التي استوجب عليها التنقل والإقامة فيها.
وأكد عضو هيئة الدفاع أن بن سدرين تواجه شبهة التدليس ومسك واستعمال مدلس والرشوة والارتشاء، مشددا في السياق نفسه على أن " الذمة المالية لبن سدرين خارج تونس وداخل تونس تم البحث فيها من قبل الفرق المختصة وقد أثبت النتائج عدم دخول أية أموال غير قانونية إلى حساباتها".
وكانت هيئة الدفاع قد تقدمت في 17 سبتمبر 2024 بطلب الى قاضي التحقيق المتعهد في الإفراج عن سهام بن سدرين، الاّ انه و"بتاريخ 24 سبتمبر 2024 تم رفض المطلب بصفة ضمنية. وقد قررت اثر ذلك هيئة الدفاع الطعن بالاستئناف في قرار قاضي التحقيق لدى دائرة الاتهام، الاّ أن الدائرة قررت هي الأخرى رفض مطلب الإفراج ".
بن سدرين تنفذ اضراب جوع
و"تزامنا مع ذكرى الثورة 14 جانفي، وباقتراب انتهاء اجال القانونية الاولى الايقاف التحفظي ، انطلقت رئيس هيئة الحقيقة والكرامة في تحرك احتجاجي تمثل في دخولها في إضراب جوعا.
وقد عبرت 17 منظمة وهم كل من المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات ومنظمة محامون بلا حدود وأصوات نساء وجمعية دمج للعدالة والمساواة والمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب والاورومتوسطية للحقوق والهيئة الوطنية للدفاع عن الحريات والديمقراطية والجمعية التونسية للدفاع عن الحريات الفردية وجمعية البوصلة وجمعية بيتي ومنظمة العفو الدولية - فرع تونس وجمعية تقاطع من اجل الحقوق والحريات ومنظمة لا سلام بدون عدالة، عن مساندتها لبن سدرين. وطالبت بـضرورة اطلاق سراحها. واكدت في بيان مشترك لها " مساندتها المطلقة واللامشروطة لرئيسة الهيئة سهام بن سدرين في معركة الامعاء الخاوية التي تخوضها بهدف رفع المظلمة التي تتعرض لها وتحميل مسؤولية سلامتها الجسدية لكل السلط المعنية".
واعتبرت ان " حرمان بن سدرين من حريتها يمثل استهدافا لمسار العدالة الانتقالية وتكريسا لسياسة الإفلات من العقاب" وفق ما ورد بنص البيان.
وبعد تدهور حالتها الصحية قررت سهام بن سدرين، تعليق إضرابها عن الطعام.
ووفق ما ورد في بيان صادر عن عائلة سهام بن سدرين تم نشره على صفحتها الرسمية على شبكة التواصل الاجتماعي فأنه قد "أتيحت لهم زيارة بن سدرين بعد ظهر الخميس 30 جانفي 2025 وبعد خمسة أيام من فرض عزلة كاملة عليها في قسم الإنعاش بمستشفى الرابطة حيث تم إيوائها منذ مساء السبت 25 جانفي 2025".
وأكدت بان بن سدرين "أُصيبت بأزمة صحية حادة مع ارتفاع ضغط الدم وآلام في الصدر، تزامنت مع حالة جفاف شديد واضطرابات عميقة في مستويات الأملاح وعديد المواد الأساسية في الدم، تبَعًا لإضراب الجوع الاحتجاجي الذي بدأته في 14 جانفي 2025".
وأوضحت العائلة أن"هذا التدهور السريع في حالتها الصحية يعكس نفاذ الاحتياطي الفيزيولوجي المحدود بحكم عامل السن والأمراض التي تعاني منها منذ سنوات. وقد تطلب الأمر تدخلاً علاجيًا عاجلاً بهدف تعديل سريع للوضع وتدخلاً عالي الدقة من طبيب مختص في أمراض القلب والشرايين، إلى جانب نقلها إلى العناية المركزة حيث تتواصل المتابعة الدقيقة بغاية الوصول إلى تصحيح الوضع والحد من عواقب الصيام المطول وتقلبات ضغط الدم. وقد مكّنت العلاجات من تحسين حالتها العامة، لكنها تبقى هشة".
وفي أواخر شهر جانفي المنقضي قرر قاضي التحقيق الأول بالقطب القضائي المالي التمديد في مدة الإيقاف التحفظي لسهام بن سدرين أربعة أشهر إضافية على ذمة القضية المنشورة في حقها.