عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي في غير ذات الموضوع، فهي ندوة تزامنت مع مفتتح السنة السياسية وتعطي إشارات كبيرة عن برنامج الجبهة الشعبية أو بعض مكوناتها وللأسف الشديد عنوانها اغتيال الشهيدين ولا علاقة للمضمون المقدم في الندوة بالشهيدين من ناحية ومن ناحية ثانية فيها تشكيك في كل مفاصل الدولة التونسية، في القضاء وفي الأمن، مشيرا إلى أن ما يلفت الانتباه هو التوقيت، ولكن ما يمكن التأكيد عليه هو أن بعض مكونات الجبهة خدمت أدوارا وظيفية في علاقة بالدولة والأجهزة في نظام الاستبداد.
وأضاف عبد الحميد الجلاصي أن الجبهة مازالت لم تتحرر في إرادتها ومازالت تقوم بأدوار وظيفية في علاقة بالاستقطابات الموجودة حاليا في الوضع السياسي المعلوم لدى جميع التونسيين، مشددا على أن من له طعن في علاقة بقضية يبت فيها القضاء فليذهب إلى القضاء، قائلا «إن الاتهامات الموجهة ضدّ حركة النهضة وخاصة أن لها تنظيم سري، نقول لهم انه لا يوجد هذا التنظيم ولا نحتاجه ومن له تهمة فليتفضل ويذهب إلى القضاء، وكذلك لمن يرفع عنوان حلّ الحركة ، والطريف في هذه البلاد أن جزءا من الأحزاب ومن السياسيين بعضها يريد حل النهضة لأنها حركة غير مدنية والبعض يريد حلها لأنها حركة شبه عسكرية، وكل طرف يريد حلّ الحركة والأسباب مختلفة».
النهضة غير معنية بالنقاشات
وفق الجلاصي فإن المسألة بسيطة والنهضة غير معنية بهذه النقاشات ونقول لهذه الأطراف أن الحركة ستلعب ضدكم خطة التسلل، «نحن سنهتم بإنجاح السنة البرلمانية وتركيز الهيئات والتأكيد في إطار الميزانية على الاهتمام بالحد الأدنى الضروري من مطالب الشعب الاجتماعية ونترك لكم الفرصة للهو بتمنيات هزم حركة النهضة أو حلها، فالناس العقلانيون في بلد ديمقراطي يلجؤون للهيئات المختصة إلى أن يقول هؤلاء الرفاق إن جهاز القضاء غير مستقل وجهاز الأمن كذلك غير مستقل وليرفعوا الشعار الذي رفعه الديمقراطيون زمن الاستبداد نحو التغيير الجوهري في النظام السياسي في البلاد، نحن بالمقابل لا نعتبر أن قضاءنا مثالي ولا أمننا مثالي ولكن نعتبر أننا قطعنا خطوات جيدة على درب الإصلاح والتطوير وانتهى زمن التعليمات وقضاء التعليمات والمطلوب دعم خطوات إرساء القضاء المستقل والأمن الجمهوري، أما منهج العبث والدولة الموازية والانتقال من الإفلاس السياسي إلى انتحال صفة فهو غير مفيد بل مضر بالمناخ السياسي وبأصحابه وأخشى أن ينتفض الشهيدان من قبريهما صارخين في الرفاق السابقين كفاكم متاجرة بالدم».
محاور مجلس الشورى اليوم وغدا
وبخصوص انعقاد مجلس شورى الحركة، قال الجلاصي إن المجلس سينعقد اليوم السبت وغدا الأحد ومحوره الرئيسي سيكون الإعداد لندوة الإطارات السنوية الثانية التي ستنعقد موفى الشهر الجاري وأيضا التوقف عند الوضع السياسي العام في البلاد وتقدير الموقف والتدقيق في سياسات الحركة ومناقشة توجهات ميزانية الدولة لسنة 2019 ومساهمة حركة النهضة في حلحلة الأزمة السياسية الراهنة بالبلاد.
إجراءات تأديبية ضدّ من سرب الرسالة
وفي ما يتعلق بالرسالة الموجهة من بعض قيادات الحركة إلى راشد الغنوشي، قال الجلاصي إن الرسالة هي وجهة نظر لمجموعة من المناضلين وجهوها إلى رئيس الحركة، قائلا «لا أظن أن مقصد كاتبيها هو إيصالها للإعلام بل هي وجهة نظر ومن حقهم التعبير عن رأيهم وتوجيهها إلى رئيس الحركة رغم أن المعني بتحديد السياسات ليس رئيسها فقط بل مجلس الشورى، والرسالة هي وجهة نظر لا أظن أن أصحابها قصدوا أن تصل إلى الإعلام وعلى كل حال فإن مؤسسات الحركة في حاجة إلى النظر في الجهة التي سربتها وربما اتخاذ الإجراءات التأديبية المناسبة إذا كان هناك خرق للنظام الداخلي للحركة، ولكن من الناحية السياسية الحركة ليس لها ما تخفيه وهذه وجهة نظر مجموعة من المناضلين ومن حق أبناء الحركة طرح القضايا وأن يصبح الحوار داخل الأحزاب أكثر شفافية لكن أختلف جوهريا عن تلك القراءة في تقديرهم للموقف والتحالفات الداخلية وتأويل اللوائح المنبثقة عن المؤتمر العاشر، وأعتبر أيضا أن القراءة في المسار السياسي للحركة منذ انتخابات 2014 محترمة لكن أختلف عنها جوهريا وأعتبر أن التوافق في السياسة وكما عبرت عنه لوائح المؤتمر ليس وصفة ثابتة بل هي متحركة في علاقة بموازين القوى وانتظارات التونسيين وبمدى إيفاء الوصفة السابقة لانتظارات التونسيين.
النهضة مستعدة وحريصة على استمرار العلاقة
وعن آخر مستجدات العلاقة بين الحركة ورئيس الجمهورية بعد تصريحه الأخير أن النهضة نفضت يديها من الباجي قائد السبسي، قال الجلاصي إن الحركة من جانبها تعتبر أنها تشاركت طيلة السنوات الماضية مع رئيس الجمهورية وقد حققت هذه المشاركة مكاسب مهمة للبلاد، مشددا على أن النهضة مستعدة وحريصة على استمرار هذه العلاقة وستتعامل معه حسب مقامه وموقعه كرئيس للجمهورية على كل حال يمكن أن يوجد أحيانا سوء تفاهم وهذا يعالج. وبين أن النهضة في حاجة للتشارك والتعاون مع كل الأطراف وخاصة مع رئيس الجمهورية، كما يتصور الجلاصي أيضا أن رئيس الجمهورية بتجربته وخبرته ومسؤوليته على أوضاع البلاد سيكون في حاجة إلى علاقة جيدة مع حركة النهضة، فهي لها كتلة برلمانية وازنة ومنضبطة ومؤثرة في البرلمان.