قرر رئيس الحكومة في خطوة مفاجئة ورغم أنها كانت متوقعة عند البعض إقالة عبيد البريكي من منصبه قبل أن يقدم هذا الأخير استقالته كتابيا إليه وينهي مشاوراته حوله ليتم تعويضه بخليل الغرياني عضو المكتب التنفيذي لمنظمة الأعراف ورئيس اللجنة الاجتماعية لينتقل بذلك هذا المنصب من اتحاد الشغل إلى منظمة الأعراف والأسباب حسب بعض المصادر أن هذه الأخيرة هي من بين الموقعين على اتفاق قرطاج رغم أنها في البداية رفضت المشاركة في الحكومة، إلى جانب تعيين احمد عظوم على رأس وزارة الشؤون الدينية بعد أكثر من 3 أشهر من إقالة الوزير السابق عبد الجليل بن سالم، وتعيين عبد اللطيف حمام كاتب دولة مكلف بالتجارة خلفا لفيصل الحفيان الذي التحق بفريق القصبة في خطة مستشار لرئيس الحكومة مكلف بالملف السياسي.
«لا نقبل الاستقالة ولكن نقيل»
قال وزير الوظيفة العمومية والحوكمة المقال عبيد البريكي لـ«المغرب» إن إقالته من منصبه من طرف رئيس الحكومة يوسف الشاهد كانت متوقعة لاسيما بعد تلويحه بالاستقالة وتمّ نشرها في عديد الوسائل الإعلامية ولكنه لم يعلم بإقالته إلا من خلال بيان رئاسة الحكومة ولم يستغرب منها ولم يتفاجأ منها، فكل الاحتمالات بالنسبة اليه كانت واردة في ظل الارتجال وردود الفعل وأساليب التعامل القديمة التي كان يتصورها قد انتهت، ذلك أنه بإعلان وزير الوظيفة العمومية عن نيته الاستقالة، يقوم رئيس الحكومة بعملية استباقية، عملية لا تنطلي على أحد وما على هذه الشاكلة تدار الأمور، معربا عن أمله في أن يكون هذا التحوير الوزاري المفاجئ في صالح البلاد، فالمهم هو النجاح في خروج البلاد من الوضع الذي تعيشه.
وعن التسريع في إقالته قبل أن يقدم رسميا استقالته، أكد عبيد البريكي أن الأسباب واضحة منذ أن عبّر عن نيته في الاستقالة وأعلن عنها في وسائل الإعلام فمن الأكيد جدا أن ينتج عنها هذا التصرف والذي يعدّ وكأنه إجراء وقائي بمعنى «لا نقبل الاستقالة ولكن نقيل» ولكن عند الرأي العام والنقابيين والأحزاب السياسية الإجراء معروف وطبيعته بصرف النظر عن ايجابية التحوير من عدمه واضحة للرأي العام. وحول إن كان هذا التحوير هو رسالة موجهة لاتحاد الشغل، أوضح البريكي أن هذه المسألة لا يقيمها هو وإنما اتحاد الشغل وكونه لا ينتمي حاليا إلى هذه المنظمة ولا إلى أي سلطة قرار فلا يحق له أن يقيّم رأي الاتحاد في هذا التحوير، فأهل مكة أدرى بشعابها. هذا ورفض البريكي الإفصاح عن دوافع التلويح بالاستقالة، مشددا على أن توضيح الأسباب سيأتي لاحقا خلال ندوة صحفية للرأي العام وجميع الأطراف التي تعاطفت معه ومع المشروع الذي حاول الدفاع عنه ومع محاولات الاتصال بالجهات وخلق بذرة أمل في ظلّ صعوبة الوضع، وبالتالي فإنه سيتم لاحقا الإعلان عن أسباب التلويح بالاستقالة بشكل أو بآخر.
البريكي أراد أن يواصل مشاوراته مع رئيس الجمهورية والعباسي
البريكي أوضح في تصريحه لـ«المغرب» قبل إقالته من منصبه أنه كان ينوي اتخاذ قرار الاستقالة من عدمه، بعد إتمام جميع المشاورات، وبعد أن يلتقي برئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي المبرمج غدا الاثنين 27 فيفري الجاري، كما سيكون له لقاء مع الأمين العام السابق للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي بعد عودته من اليابان قصد التشاور في هذه الاستقالة، إضافة إلى ذلك فقد أكد البريكي أنه ناقش هذه المسألة مطولا مع الأمين العام الحالي للمنظمة نور الذين الطبوبي خلال لقائه به أول أمس. وبين أن قرار استقالته لم يكن نهائيا والقرار ليس سهلا والاستشارات التي يقوم بها ليست في السرّ وهو يتصرف كرجل دولة رغم الحيز الإعلامي الكبير الذي أخذته هذه المسألة وهو دليل على أن قرار الاستقالة ليس هينا، فالقرار النهائي رهين كثير من الأشياء ولكن ما يمكن التأكيد عليه هو أنه لا علاقة لاتحاد الشغل بقرار الاستقالة وان لقاءه بالطبوبي كان في إطار معالجة بعض الإشكاليات القائمة في البلاد بشكل عام والمسائل العالقة في علاقة بالوظيفة العمومية والوضع الاجتماعي والتشاور حول آفاق العمل، اللقاء تمّ فيه التطرق إلى مسألة الاستقالة وتمّ تبادل وجهات النظر فيه. قرار الاستقالة لا علاقة له بالصراع القائم بين اتحاد الشغل والحكومة رغم أن له وجهة نظر في هذه المسألة وسيتم الكشف عنها لاحقا، وفق البريكي، كما أن علاقته برئيس الحكومة متميزة جدا وليس هناك أي توتر أو تجاوز لصلاحياته.