سوريا: استئناف المفاوضات بين المعارضة والنظام وخلافات حول الانتخابات

بدأت أمس في جنيف جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين أطراف النزاع في سوريا، المعارضة والنظام، في محاولة للتفاهم على حل سياسي للأزمة. وستتطرق لأول مرة، في ظل اتفاق وقف إطلاق النار، لمستقبل البلاد وسط خلافات حادة بين الطرفين، إلا أن الهوة

لا تزال كبيرة جدا بين الطرفين رغم صمود هدنة ميدانية بينهما.

وفي جنيف قال مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستافان دي ميستورا بعد «اجتماعات غير رسمية» مع وفدي النظام والمعارضة إنه ليس هناك اتفاق حتى الآن على جدول أعمال المفاوضات. ومن جانبها أكدت المعارضة السورية أنها حضرت إلى جنيف لبدء التفاوض حول هيئة الحكم الانتقالي وليس للانسحاب. وقال سالم المسلط المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل أبرز مجموعات المعارضة «جئنا إلى جنيف لنبدأ المفاوضات في بحث هيئة الحكم الانتقالي ولم نأت لننسحب». وأضاف «جئنا لنبحث الحل السياسي لرفع المعاناة عن الشعب السوري، ونتمنى أن يكون الطرف الآخر (النظام) جادا كما جئنا جادين».

تباين المواقف
وستتطرق مفاوضات جنيف للمرة الأولى بشكل ملموس لمستقبل سوريا. وقال سالم المسلط المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات الأحد «إننا نتطلع إلى أن تبدأ المفاوضات ببحث هيئة الحكم الانتقالي التي تحمل كافة الصلاحيات بما فيها صلاحيات رئيس الجمهورية، والتي لا دور فيها، في هذه المرحلة وفي المرحلة القادمة، لأي مجرم اقترف الجرائم بحق الشعب السوري بمن فيهم (الرئيس السوري) بشار الأسد».

لكن بالنسبة للنظام من غير الوارد بحث انتخابات رئاسية أو مصير الرئيس الأسد الذي أعيد انتخابه في 2014 لولاية من سبع سنوات.كما أن للنظام رؤية مختلفة للمرحلة الانتقالية حيث يعتبر أن الأمر يتعلّق بمجرد تحوير وزاري يؤدي إلى تشكيل «حكومة وحدة» أي توسيع الحكومة لتضمّ معارضين لكن مع بقائها تحت سلطة الأسد كما ينص عليه الدستور السوري القائم. وأوضح وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن الحكومة الجديدة الموسعة ستعين لجنة لصياغة دستور جديد أو تعديل الدستور الحالي. ثم يتم عرض النص الجديد على استفتاء شعبي.

خارطة طريق
من جهته قال مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا أن سوريا تواجه لحظة الحقيقة وذلك خلال افتتاحه لأولى ثلاث جولات من المحادثات التي تهدف إلى التفاوض على الانتقال السياسي والتوصل إلى «خارطة طريق واضحة» لمستقبل سوريا. وأضاف أنه لا توجد «خطة بديلة» سوى العودة إلى الحرب وطلب الاستماع إلى جميع الأطراف لكنه قال إنه لن يتردد في طلب تدخل القوى الكبرى بقيادة الولايات المتحدة وروسيا إذا تعثرت المحادثات. وقال دي ميستورا في مؤتمر صحفي «إذا لم نر في هذه المحادثات أو في الجولات القادمة أي بادرة على الاستعداد للتفاوض... فإننا سنحيل الأمر مرة أخرى إلى من لهم تأثير أي روسيا الاتحادية والولايات المتحدة... ومجلس الأمن الدولي.»

موسكو «مستعدة» للتنسيق مع التّحالف
من جانبه أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن استعداد موسكو التنسيق مع التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن لطرد تنظيم داعش الارهابي من الرقة، حسبما نقلت عنه وكالة إنترفاكس الروسية أمس الاثنين.
ونقلت الوكالة عن لافروف خلال مقابلة مع تلفزيون «آر.إي.إن» قوله «نحن مستعدون لتنسيق تحركاتنا مع الأميركيين لأن الرقة في الجزء الشرقي من سوريا والتحالف الأمريكي في الأساس يعمل هناك.» وتابع «ربما ليس سرا إذا قلت إنه في مرحلة ما اقترح الأمريكيون تقسيم العمل على أن يركز سلاح الجو الروسي على تحرير تدمر بينما يركز التحالف الأمريكي بدعم روسي على تحرير الرقة.»

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115