إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما طمأنة حلفاءها في الخليج وخاصة الرياض ازاء واقع الأزمة السورية والمتغيرات الطارئة فيها والمتعلقة بالأساس بالسياسة التركية الجديدة.
يشار الى انّ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري التقى الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز أمس الخميس، وذلك عقب لقاء جمعه بولي ولي العهد محمد بن سلمان.وتأتي الزيارة في إطار جولة يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في المنطقة ، يشارك على هامشها كيري في اجتماع ثلاثي يجمعه بوزراء خارجية السعودية والإمارات ووزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية وذلك لبحث سبل إنهاء الصراع في اليمن. تأتي زيارة الوزير الأمريكي إلى السعودية أياما بعد إعلان الولايات المتحدة خفض عدد مستشاريها العسكريين لدى التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، مؤكدة أن هذا القرار غير مرتبط بسقوط ضحايا مدنيين جراء الضربات الجوية في اليمن.
المشهد الانساني في اليمن
يواجه واقع المشهد الإنساني في اليمن انتقادات دولية واممية واسعة واتهامات حادة للرياض باستهداف المدنيين وهو ماتنفيه المملكة . علاوة على الواقع الإنساني والحقوقي في صنعاء . فبعد فشل المفاوضات الساعية إلى حل الأزمة خلال مشاورات الكويت الأخيرة بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي المتحالفة مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح وجماعته. وبعد إعلان الحوثيين وصالح اخر الشهر المنقضي تشكيل مجلس رئاسي لحكم البلاد ، أكّد مراقبون أن الخطوة نسفت بشكل واضح وصريح جهود حل الأزمة سلميا والمشاورات التي رعتها الامم المتحدة .
يشار إلى انّ اليمن يعيش حربا ضروسا، بين القوات الموالية للحكومة اليمنية من جهة، ومسلحي الحوثي، وقوات صالح، من جهة أخرى، مخلفة آلاف القتلى والجرحى، فضلًا عن أوضاع إنسانية وصحية صعبة للغاية .
بعد أكثر من شهر على المفاوضات التي تستضيفها الكويت بين أطراف الصراع في اليمن وبرعاية الأمم المتحدة وسفراء 18 من الدول العربية ، من تعميق هوة الخلافات بين الجانبين مما جرّ المسار التفاوضي إلى طريق مسدود وهو ما كان دافعا أيضا –وفق مراقبين- لهذه المشاورات التي يجريها وزير الخارجية الأمريكي في المنطقة .
معادلة جديدة في سوريا
الملف اليمني ليس القضية الوحيد التي تقلق الولايات المتحدة ، بالإضافة إلى ذلك تحاول إدارة البيت الأبيض بعث رسالة تهدئة الى حليفها التقليدي السعودية في وقت تعيش فيه المنطقة الشرق أوسطية حراكا دبلوماسيا حثيثا وتسارعا دراماتيكيا في الأحداث خصوصا على مستوى الأزمة السورية .
فلئن اعتبر الموقف التركي الجديد من سوريا بمثابة صفقة تبادل المنافع بين الأطراف الفاعلة في هذا الملف وهي روسيا تركيا وأمريكا ، الاّ انّ المملكة العربية السعودية -ورغم أنها أيضا من بين الأطراف المعنية بالأزمة السورية- إلا أنها كانت الخاسر الأكبر –وفق مراقبين- من استدارة سياسة أنقرة في دمشق إلى التقيض بعد أن كانت متمسكة بموقف تقليدي يطالب بضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد . لقاء كيري بمسؤلين سعوديين جاء أيضا عشية إطلاق تركيا عملية «درع الفرات» العسكرية في جرابلس بالشمال السوري لقصف مواقع «داعش» الإرهابي وقوات تابعة للأكراد.
يرى متابعون للشان الدولي ان أكثر الخاسرين في المعادلة السورية الجديدة وتغير التحالفات وموازين القوى هي المملكة العربية السعودية ،باعتبار تخلي تركيا عنها وتركها وحيدة في تمسكها بضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الاسد .فهل ستتمسك السعودية بموقفها التقليدي ام ستخضع للمعادلة الجديدة وتحاول ايجاد مكان لها في التسوية المقبلة؟.