بعد مواجهات عنيفة بالأسلحة الخفيفة والثقيلة انتهت بانسحاب وهروب عناصر المخابرات نحو عين زارة.
معلوم أن المخابرات يشرف عليها مصطفى نوح، مصراتة، من قيادات الإخوان وكان تحصل سنة 2013 على اعتماد مالي من حكومة طرابلس بثلاثة مليارات قام بصرفها على تسليح عناصر المخابرات، وأصبحت بدورها تمثل كتائب مسلحة وهذه مفارقة ليس لها مثيل في العالم حيث أن الشائع والمتعارف عليه اختصاص جهاز المخابرات في جمع المعلومات وتحليلها ومن هناك وضعها على طاولة السلطات التنفيذية لكن في ليبيا جهاز المخابرات تحول إلى مجموعة مسلحة وكان البلاد تنقصها مليشيات.
وبالعودة لتحرك مجموعات التاجوري فقد ذكر شهود عيان بأن موالين للتاجوري قاموا بوضع ملصقات في الساحات العامة بطرابلس الكبرى ومضمونها التنديد بإخوان ليبيا وعلى رأسهم المفتي الصادق الغرياني والمطالبة بالقبض عليه وأيضا طرد مليشيات مصراتة . وكشفت مصادر أمنية من العاصمة طرابلس هروب الغرياني نحو جهة غير معلومة مضيفة أي ذات المصادر بتخطيط التاجوري للسيطرة على مقر دار الإفتاء وعموما تسيطر على طرابلس حالة من القلق والترقب لما قد يجري من مواجهات مسلحة تذكرنا بأحداث سنة 2014 وأحداث ورشفانة وغرغور وغيرها. وحذر ناشطون بالمجتمع المدني من مخاطر اندلاع تلك المواجهات في مدينة في حجم طرابلس ويرى محللون بأن كلا من الإخوان والجماعة المقاتلة ومن وراء هذا الصراع المسلح يريدان ضمان تمثيل اليد الطولى للمجلس الرئاسي ومن يسيطر على الأرض والبوابات . والسؤال المطروح هل تعود كتائب مصراتة إلى طرابلس لتكون طرفا في الصراع أم أنها بعد تحرير سرت تتجه نحول الحقول أو الموانئ النفطية؟ الشق الثاني من السؤال يتعلق بعمل المستشار الأمني للبعثة الأممية الإيطالي باولوسيرا ومدى نجاح الاتفاق المبرم مع كبرى ميليشيات طرابلس.
بدءا لا بد من الإشارة إلى أن قيادة مصراتة أصبحت على قناعة بأن اهل طرابلس غير مرتاحين لتواجد كتائب مصراتة بينهم واستغل كل من عبد الرؤوف كارة آمر قوات الدرع الخاصة وهيثم التاجوري غرفة الثوار ذلك الامتعاض والشعور كأفضل ما يكون ، ومن الناحية العسكرية على حساب كتائب مصراتة لذلك من شبه المستحيل أن تعود كتائب مصراتة إلى طرابلس وأيضا لأن مصراتة وبعد أن ضمنت الدعم الدولي في حربها على داعش سرت لا تريد أن تخسر ذلك الاعتراف الدولي وتسعى للسيطرة على النفط.
أما عن الاتفاق الذي هندس له الجنرال باولو سيرا المستشار الأمني للبعثة الأممية بين الكتائب الكبرى في طرابلس بأنقرة قبل دخول المجلس الرئاسي بحضور عبد الحكيم بلحاج وعبد الرؤوف كارة وهيثم التاجوري وغيرهم فهو هش بدرجة كبيرة ولم ينه تكالب أطراف الصراع على المناصب والنفوذ ونيل ثقة المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق.
السراج في زيارة مفاجئة للخرطوم
بعيدا عن حالة الاحتقان والترقب المسيطر على طرابلس، أعلنت الرئاسة السودانية وصول ....