المدعومة غربيا على جامعة سرت، عمارات العظم، الشركة الصينية واستكمال خطة اقتحام آخر معاقل التنظيم الإرهابي في مجمع أوغادوغو الذي يحتوي على 3 طوابق تحت الأرض.
وكانت غرفة عملية تحرير سرت أعلنت أيضا عن فقدان الاتصال بطائرة حربية لسلاح جو طرابلس نوع الـــ 39 مضيفة بدء البحث عن طاقمها. وفي وقت لاحق لفقدان الاتصال بالطائرة أعلن تنظيم داعش الإرهابي تبنيه إسقاط الطائرة وذبح أحد أطقمها.
إلى ذلك أثار تأكيد صحيفة لواشنطن بوست القريبة من إدارة البيت الأبيض وجود 1200 من القوات الخاصة – كومندوس – في سرت ردود أفعال متضاربة. معلومة أكدتها في نفس الوقت غرفة عملية تحرير سرت. هذا الرقم أو العدد الضخم لقوات أمريكية برية في سرت وعلى مشارف الهلال النفطي طرح جملة من الاستفهامات والأسئلة لدى الملاحظين خاصة حول ما يتعلق بأسباب وتداعيات التواجد الأمريكي لقوات برية بهذا الحجم في سرت؟
قبل الإجابة عن هذه الاستفهامات لا بد من إعطاء صورة عما هو موجود داخل سرت وعند أطرافها والمتعلق بطرفي النزاع المسلح ففي ما يخص داعش الارهابي فقد أكدت التقارير بأن تواجد التنظيم يقتصر الآن فقط على أعداد غير معلومة لعدد من القناصة الماهرين ، وأجمعت ذات التقارير وخاصة المحلية على أن 1600 من قياديي داعش قد غادروا سرت في اتجاه الجنوب ومناطق غرب ليبيا.. وفي مثل هذه الحالة تظل مقاتلة داعش سرت معقدة للغاية وحتى لو فرضنا بأن الدواعش قد يكونون لاذوا بالفرار ولجؤوا إلى الأجوار تحت أرضية مجمع أوغادوغو فحينها لا يمكن استهدافهم سوى بواسطة الصواريخ والطيران.
هذا ما يخص تنظيم داعش الإرهابي حجما وتواجدا أما عن قوات المجلس الرئاسي المكونة بالأساس من كتائب مصراتة من كتيبة الفاروق وغيرها فإن العدد الإجمالي لعددها يفوق 10 آلاف مقاتل وإلى جانبهم قوات غربية.
يشار كذلك إلى رد الدواعش ودفاعهم على آخر قلعة تابعة لهم صدم «البنيان المرصوص» وعملية تحرير سرت التي انطلقت في الخامس من ماي الفارط ،فلم يكن أحد من كتائب مصراتة يتخيل أن تبلغ شهرها الثالث دون تحقيق أهدافها المرسومة ولا أيضا أن تكون قوائم القتلى والجرحى بهذا الحجم (أكثر من 2500 بين قتيل ومصاب). لذلك تم الاستنجاد بالأمريكان للتدخل جوا لكن التدخل تطور بعد ذلك إلى إنزال قوات كومندوس في سرت وهو ما لم يطلبه المجلس الرئاسي وهذه النقطة تحيل للإجابة عن الاستفهامات السابقة حول أسباب وتداعيات إنزال قوات خاصة بـــ 1200 عنصر في سرت.
يرى مراقبون أن أهم الدوافع والأسباب حماية حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين بعد أن تبين تصاعد قوة داعش سرت والقريبة لجنوب أوروبا، وقف الهجرة غير الشرعية، بفضل التدخل العسكري في ليبيا والقضاء على داعش تكون بإدارة باراك أوباما قدمت وأنجزت دعاية انتخابية لا تقدر بثمن لفائدة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون. كذلك بتواجد القوات الخاصة بذلك الحجم تكون الولايات المتحدة قد جهزت نفسها لأي طارئ يجري في الهلال النفطي.
الحرب على داعش الارهابي تعمّق خلافات الليبيين
من تداعيات إنزال فرق وقوات كومندوس أمريكية في سرت تحت مبرر محاربة داعش الارهابي تعالت الأصوات شرق ليبيا المنددة بعودة الاحتلال والاستعمار ويحتج أهالي الشرق الليبي على ازدواجية المعايير في محاربة الإرهاب . حيث انطلقت زوبعة إعلامية في طرابلس لمجرد اعتراف فرنسا بمقتل 3 جنود لها في حادث تحطم طائرة مروحية في حين يتم غض الطرف عن تواجد قوات بريطانية، أمريكية وإيطالية ودعم فرنسي لقوات المجلس الرئاسي ولا أحد ندد أو استنكر.
والسيناريو القاتم الذي يتوقع أهالي وسلطات برقة حدوثه قريبا وبعد إعلان تحرير سرت هو اتجاه كتائب مصراتة نحو الهلال النفطي وبنغازي لتكون وجها لوجه مع الجيش الوطني ويكون الصدام.
وبدأ خلال الأسابيع القليلة الفارطة واضحا أن كتائب مصراتة تعد لشيء أكبر من السيطرة على مدينة سرت ،فأي منطق يجعل غرفة عملية تحرير سرت تحشد ما يفوق 10 آلاف مقاتل فيما يرسل حلفاؤهم الغربيون قوات برية فاقت الــ 3 آلاف عنصر من القوات الخاصة و«البنيان المرصوص» ذاته على لسان الناطق باسمه ذكر أن الدواعش في سرت لا يتجاوزون الخمسمائة إرهابي.
الواضح من جزئيات وتفاصيل صفقة منح الشرعية من المجتمع الدولي لكتائب مصراتة ليست إلا السيطرة على النفط وضرب الجيش الوطني شرق ليبيا ، ولا ننسى آخر تقرير وصل الى الأمين العام للأمم المتحدة الذي أقر بنجاحات الجيش التابع لرئاسة أركان مجلس النواب الذي ينجز 3 أعمال ومهمات في ذات الحين، الحرب على الإرهاب، التكوين والتدريب والبحث عن التسليح.